وضعت صحيفة هافنغتون بوست الأمريكية سنة 2016 شاطئ "الگزيرة" في المرتبة 29 ضمن أفضل 40 شاطئا في العالم، معتمدة في تصنيفها على ما يتميز به من مؤهلات جغرافية وطبيعية بوأته صدارة الوجهات السياحية المفضلة لدى الباحثين عن الهدوء والراحة، وعشاق جمال الطبيعية وسحرها. ويعد شاطئ الگزيرة الواقع على بعد 66 كيلومترا عن مدينة تزنيت بنفوذ جماعة "تيوغزة"، إقليمسيدي إفني، من بين الوجهات السياحية بجنوب المغرب التي تستقطب على مدار السنة الآلاف من المصطافين المغاربة والسياح الأجانب الراغبين في الاستمتاع بالمناظر الطبيعية وممارسة الرياضات البحرية، إضافة إلى المولعين بالتقاط الصور الفوتوغرافية. ورغم الانهيار الذي لحق أشهر قوس بالكزيرة يوم 23 شتنبر 2016 وما خلفه من حسرة، خصوصا لدى ساكنة سيدي إفني التي تفاعلت مع الحادث كمصاب جلل فقدت إثره أحد رموزها، إلا أن الكزيرة بقي محافظا على ريادته ومتربعا على عرش أهم مناطق الجذب السياحي بالجنوب، إلى جانب سيدي محمد بن عبد الله وإمي نتركا وغيرها من الواجهات البحرية الواقعة بنفوذ سيدي إفني. هشام باقلا، الفاعل المدني المهتم بتدبير الشأن المحلي بإقليمسيدي إفني، قال في تصريح لهسبريس: "رغم المقومات السياحية الطبيعية الهائلة التي استطاعت "الكزيرة" أن تستقطب بها رقما مهما في عدد السياح المغاربة والأجانب، إلا أنها تفتقر إلى بنية تحتية في المستوى المطلوب، وهو ما يعرقل راحة المصطاف والزائر بسبب ضعف المسلك الطرقي المؤدي إلى الشاطئ، وضيق المكان المخصص لركن السيارات، وانتشار الأزبال بشكل مريب، وعدم وجود حاويات لهذا الغرض وغياب مرافق صحية محترمة والتواجد الكبير للكلاب الضالة". وأكد المتحدث ذاته أن "جميع الإكراهات التي تعاني منها الكزيرة تدخل في اختصاصات المجالس المنتخبة، خصوصا الجماعي والإقليمي اللذان يتحملان القسط الأكبر من المسؤولية في ما يتخبط فيه هذا الشاطئ، إضافة إلى غياب القطاع الوصي على السياحة الذي لا يهتم بهذا الفضاء نهائيا ولا يعترف به ولا يسوق له رغم مكانته العالمية، ما يدفع السائح الأجنبي الراغب في زيارة الكزيرة لأول مرة إلى الاعتماد على دليل المواقع الأجنبية أو تعليقات زوار سابقين...وهذا طبعا أمر غير سليم"، وفق تعبيره. وتابع المتحدث ذاته بأن "شاطئ الگزيرة حباه الله بجو معتدل ومنظر يحبس الأنفاس، إلا أن غياب التنظيم والخدمات يسيء إلى سمعته"، وزاد: "من منبركم المحترم هذا أناشد كل المعنيين التدخل العاجل للرقي به والمساهمة في انتشاله من العشوائية والفوضى، وهنا أقصد بالذات المجالس المنتخبة ومندوبية وزارة السياحة، ثم المجتمع المدني الذي يعتبر هو الآخر شريكا أساسيا وتشاوريا وقوة اقتراحية". من جهته أوضح سليمان لبيب، النائب الأول لرئيس جماعة تيوغزة، باعتبارها المنطقة التي يقع شاطئ الكزيرة بنفوذها الجغرافي: "المجهودات التي بذلها المجلس من أجل تنمية شاطئ الكزيرة رغم الإكراه القانوني المتعلق بتداخل الاختصاصات بين مديرية التجهيز والنقل واللوجيستيك من جهة، والجماعة من جهة أخرى، ما يعيق التنمية، هي: إعداد دراسة تقنية ورفع ملتمس في الموضوع من أجل تهيئة المجرى المائي الذي يصب في الشاطئ، والحماية من الفيضانات، وعقد عدة اجتماعات مع أصحاب المحلات التجارية والمقاهي والمآوي لتعزيز النظافة وتقديم خدمات جيدة للرواد، إضافة إلى القيام بتدخلات عدة من أجل تذليل العقبات التي تعرقل إتمام وسير مشروع جمعية قصبة الكزيرة الذي يستهدف الاستثمار السياحي بالمنطقة، والعمل من أجل إنجاح مشروع جمعية المظليين، خاصة أن عامل الإقليم أعطى اهتماما كبيرا لإنجاح هذا النوع الرياضي، وكذلك العمل من أجل الرقي بهذا الشاطئ إلى المستوى المطلوب". وزاد المسؤول الجماعي ذاته، في تصريح لهسبريس، أن جماعة تيوغزة قامت أيضا "بتدخل من أجل تهيئة المسلك المؤدي إلى الشاطئ، رغم أن أشغاله لم تنته بعد، وعقدت عدة اجتماعات بمقر عمالة سيدي إفني مع ممثلي المصالح الخارجية، تهم تدبير الشاطئ، وأخرى مع مصالح مديرية التجهيز والنقل واللوجيستيك من أجل إسناد تدبيره للجماعة الموسم المقبل؛ فضلا عن حملات النظافة من حين إلى آخر، نظرا للإكراه الذي تعرفه هذه الخدمة على مستوى الموارد البشرية واللوجيستيك، وتعزيز صبيب النافورة التي تزود الشاطئ بالماء الصالح للشرب والصيانة المستمرة للإنارة العمومية، وتنفيذ المقرر الذي اتخذه المجلس في ما يخص تشوير المسلك المؤدي إليه، وتخصيص شاحنة لنقل النفايات طيلة موسم الاصطياف وإعداد دراسة تهم تدبير المكان أثناء هذا الموسم". وختم لبيب سليمان بالقول: "أدعو كافة القطاعات الوزارية المعنية إلى أن تتدخل من أجل عقد اتفاقيات شراكة مع الجماعة للنهوض بهذا الشاطئ المصنف في الدرجة المتقدمة عالميا، وتجاوز جميع الإكراهات التي تعيقه".