"لا يمكن أن تكون الثّقافة عملا لرجال ونساء الأعمال"، حَسَبَ المخرج المغربي نبيل لحلو، الذي قال إنّه لن يحضر المناظرة الأولى للصّناعات الثّقافية والإبداعية التي من المُزمَع أن تنظّمها وزارة الثقافة والاتصال، وفدرالية الصّناعات الثّقافية والإبداعية التّابعة للاتحاد العامّ لمقاولَات المغرب، في شهر أكتوبر المقبل. ووصف لحلو هذه المناظرة بكونها "مجرَّد مهزلة يلعب فيها وزير الثّقافة والاتّصال دور ديك رومي مطبوخٍ جيّدا لتمويل هذه المناظرات التي تتّجه نحو دعم الرّجال والنّساء الأثرياء". وشدّد لحلو على أنّ المعركة لتعزيز فوائد الثّقافة ما تزال في بدايَتِها، ويجب أن تتمَّ ب"اللغة العربية أيضا بوصفها اللغة التي يفهمُها 98 بالمائة من المغاربة، لتمكين طبقات اجتماعية متعدّدة من الانفتاح على ما هو عالَمي، وألا تبقى سجينة للفكر الأحادي الدّيني المدمِّر". وأورد المسرحي ذاته أن "الثقافة محيطٌ من التخصّصات الفنّيّة المتنوعة، الغنيّة، من أجل خير نفسِ وروح كل إنسان. وهي سلاح فعّال لمحاربة الجَهل. ولا يمكن أن تكون إلا شأن الخالق، والمبدع العبقري، والفنّانين المجانين الاستثنائيين". وشدّد المخرج المغربي على أنّ "الثقافة لا يمكن أن تكون عملا لرجال ونساء الأعمال"، مضيفا أن "هؤلاء الأثرياء مدعوّونَ إلى تقديم الدعم المالي للمبدعين الحقيقيين، أو المعروفين، أو المبتدئين". ثم توجَّه إلى الرُّعاة (mécènes) قائلا: "هذا هو الدّور الذي يجب أن يلعبه رجال ونساء الأعمال، الأثرياء المحظوظون الذين أفسدَتهُم الحياة وما تزال تفسِدُهم، لصالِح الثّقافة". تجدر الإشارة إلى أن وزارة الثّقافة والاتّصال وفدرالية الصّناعات الثقافية والإبداعية ستُنَظِّمان المناظرة الأولى للصِّناعات الثّقافية والإبداعية يومي 4 و5 أكتوبر القادم بالرباط، ومن المرتقب أن تجمع المناظرة "مجموعَ الفاعلين المهنيّين والأطراف المتدخِّلَة العمومية والخاصّة"، من أجل "تمكين كلّ واحدٍ من المشارِكين من استيعاب دورِه ومسؤوليّاتِه بالعمليّة التّنمويّة لقطاع الصّناعات الثّقافية والإبداعية بالمغرب". هذه المناظرة التي "تأتي في إطار الدّيناميّة المنبَثِقة عن الرّؤية الملكيّة الدّاعية إلى تثمين الثّقافة والفنّ، واعتمادِهِما دعامَتَين ورافِعَتَين أساسيّتَين للتّنمية الاقتصادية، والاجتماعية، والمجتمعية، وبلورة الإشعاع الثّقافي لبلادنا"، وفق بلاغ للوزارة، ستتطرّق لغنى الهويّة الثقافية المغربية وتشكيلها لرأسمالٍ ثقافيّ يجب تثمينُه، وللنّماذج الاقتصادية الجديدة وآفاقها التي يُفرِزُها التحوُّل الرّقمي، موردة أن الثّقافة تجد نفسها في مواجهة متغيّراتها، وقضايا التّكوين وعروض السياحة الثقافية، وشراكة القطاعين العامّ والخاصّ، والحقّ في الثّقافة، ورهان تحديث الأرشيف الوطني، وسوق الفنون والثّقافة بالمغرب.