انطلقت المناظرة الأولى للصناعات الثقافية والإبداعية، اليوم الجمعة بالرباط، والتي تنظّم بشراكة بين وزارة الثقافة والاتصال وفدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب. وتروم هذه المناظرة "خلقَ ظروف ملائمة لبسط حوار بين الفاعلين العموميين والخواص والأطراف المتدخلة بالمنظومة، يمكِّن كُلَّ طرف من الاضطلاع بأهمية دوره وبنائه على أساس المسؤوليات المنوطة به داخل المسلسل التنموي لقطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في المغرب". وقال محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، إن المناظرة الأولى للصّناعات الثقافية والإبداعية ترسم آفاقا واعدة للثقافة والإبداع، وأشار إلى كونها نتجَت عن شراكة بين القطاعين العام والخاص، مؤكّدا على الرّعاية الملكية لها حرصا من ملك البلاد على إحاطة الثقافة بشروط الدعم والنماء. وذكر الأعرج أنّ المملكة راكمَت تجربة طويلة في وضع أسس وتوجيهات قطاع الثقافة، مشيرا إلى العناية التي أحاطتها الخطب والرسائل الملكية بالثّقافة، بما تحتاجُه من شروط الدعم والتطوير، والعمَل الميدانيّ، ومستحضرا دستور المملكة في 2011 الذي كان لحظة تتويجٍ لهذا المسار من خلال إحداث المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، ونصِّه على دعم المجال الثقافي والفني. وبعد تعداده مجموعة من أوجه تثمين التراث الثقافي في السنتين الأخيرتين، وربطه تنظيم هذه المناظرة بتحوّلات تدبير الثقافة في العالَم والمغرب، شدّد الأعرج على دور أشغال هذه الدّورة الأولى، بما تعرفه من حضور طاقات وخبراتٍ، في جعل الثقافة قاطرة للتنمية الاقتصادية والثقافية والمجالية. من جهتها قالت نائلة التازي، رئيسة فدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب، إنّ في هذه المناظرَة احتفاء بالفنون والثقافات ودورها في التنمية، مسلّطة الضوء على ما تمثّله من تعاون بين القطاعَين العامّ والخاصّ بالبلد. وعبّرت التازي عن أملها في أن تشكّل هذه المناظرَات منعطفا تاريخيا لخلق دينامية في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية بالمغرب، مشيرة في هذا السياق إلى أن الصناعات الثقافية تحتلّ المرتبة الخامسة عالميا بين القطاعات الأكثر إنتاجا في المجال الاقتصادي على المستوى العالَمي، وهو ما يحتاج جرأة وعمَلا. وتحدّثت رئيسة فدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية عن الحاجة إلى أن تأخذ الثقافة مكانها كاملا في النموذج التنموي الجديد، من أجل خلق فرص للشّغل، ودفع السياح إلى المجيء إلى المغرب، أرض الثقافات، مشيرة في هذا السياق إلى سياسة المغرب الثقافية في المتاحف والمسارِح والمهرجانات. وشدّدت نائلة التازي على ضرورة عدم إخلاف الموعد في هذه المناظرة الأولى للصناعات الثقافية والإبداعية، لأن "الثقافة حقّ أساسي لا ترف"، وهو الطّموح الذي يجب التّجاوب معه.