قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، إن "التعديل الحكومي يتم تدبيره بطريقة سليمة وسلسة"، مشيرا إلى أنه "سيخرج إلى حيز الوجود في وقته المناسب، بحيث أنهينا المرحلة الأولى التي تهم الهيكلة الجديدة للحكومة، لندخل الآن المرحلة الثانية التي تخص الأسماء المرشحة للاستوزار، ومن ثمة سيتم الاتصال بالأحزاب السياسية بعد رجوعي من نيويورك، على إثر تكليفي من قبل الملك لإلقاء كلمة المملكة في الجمع العام للأمانة العامة للأمم المتحدة". وأضاف العثماني، خلال الملتقى الجهوي النسائي لحزب العدالة والتنمية، مساء اليوم بالدار البيضاء، أنه "بعد رجوعي من نيويورك سأشرع في التواصل مع الأحزاب السياسية"، نافيا وجود أي "بلوكاج" بشأن الموضوع، ثم زاد مستدركا: "تم تكبير الموضوع فقط، لأنه لا يوجد أي تأخر في تدبيره عكس الدعايات التي تُروج، وإنما نُدبره بطريقة مناسبة". وعن ملامح التعديل الحكومي الجديد، أوضح الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن "التعليمات الملكية التي وردت في خطاب العرش تصب في اتجاه تقليص عدد الوزراء وجلب الكفاءات؛ لكن الأمر لا يتعلق بالكفاءات التي توجد خارج الأحزاب، بل نسعى إلى جذب أفضل الكفاءات من الشباب المغربي في الأحزاب السياسية، وهي صلب المرحلة الثانية من التعديل الحكومي". وأكد العثماني أنه "يسعى إلى تعزيز مكانة المرأة داخل هيكلة الحكومة الجديدة"، مشيرا إلى أنه "يُحاول أيضا معالجة مسألة تجديد المسؤوليات الحكومية والإدارية التي تحدث عنها الملك، بما يسهم في تطوير تدبير الشأن العام، ومن ثمة رفع الإيقاع والأداء، الأمر الذي سينعكس على مصلحة المواطنين". ولم يُفوّت رئيس الحكومة الفرصة من أجل الدفاع عن حصيلته الحكومية، معتبرا أن "المغرب حقق قفزات مهمة على المستوى الاقتصادي على الأقل، سواء تعلق الأمر البنيات التحتية أو الاستثمارات؛ لكن المستوى الاجتماعي يعتريه الخصاص، الأمر الذي نحتاج معه إلى دعم القدرة الشرائية للفئات الفقيرة والهشة". وزاد: "حصيلة الحكومة مشرفة وجيدة، بحيث تحققت مجموعة من الأمور المهمة التي وقع فيها تقدم، من خلال فتح أوراش جديدة؛ من قبيل التغطية الصحية للمهنيين التي انتظرت منذ سنة 2005، وكذلك الاتفاق الاجتماعي الذي أسهم في تخفيف التوترات الاجتماعية خلال تلك المرحلة، ما من شأنه دعم القدرة الشرائية للمواطنين". وتابع العثماني قائلا: "جميع القرارات التي تتخذها الحكومة تصب في دعم المواطنين، لأننا نعتبر أنفسنا المدافعين عن الفئات التي لا يدافع عنها أي أحد، بالنظر إلى كونها لا تتوفر على أي نقابة أو تنسيقية"، مبرزا أن "هنالك إنجازات نفتخر بها، لا سيما ما يتعلق بالاستقرار المجتمعي والأمن، وكذلك ما يتعلق بمنسوب التنمية الاقتصادية"، مستغربا "خطاب التبخيس السائد لدى البعض، وهو ما يخدم دعاية الخصوم مع الأسف الشديد؛ لأن المغرب بلد محسود له أعداء وخصوم يحاولون النيل منه".