في هذه الجولة التي قُمنا بها ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة 2012، بالعاصمة الرباط استطلعت "هسبريس" آراء المواطنين المغاربة حول الاحتفال برأس السنة ، فمنهم من اعتبر الاحتفال أمرا عاديا وآخرون اعتبروه مناسبة للقاء الأهل والأحباب وتبادل الزيارات بينما رفض كثيرون منهم فكرة الاحتفال أصلا. قبل الاحتفال الساعة تشير إلى العاشرة ليلا، كل شي في مدينة الرباط يوحي أن ليلة الاحتفالات برأس السنة ستكون ليلة عادية، اللهم إذا استثنينا بعض المظاهر التي تسبق الاحتفال من قبيل الحلوى التي صادفنا العشرات من المواطنين قد اقتنوها من كبريات المحلات بالعصمة الإدارية، والتواجد الكثيف لقوات الأمن والشرطة. مناسبة للقاء الأهل يوسف موظف في وزارة التجهيز، قال إن الاحتفالات لا تعدو أن تكون مناسبة لتجميع العائلة وأنه عندما يحتفل برأس السنة فإن الخلفية الدينية للاحتفالات غير حاضرة ''هي مناسبة لتجميع أفراد العائلة ليس إلا وحتى لا نعطي الأمور أكثر مما تستحق أعتقد أنه لا ضير في مشاركة الآخرين احتفالاتهم وامتلاك الشجاعة لإقناعهم بالاحتفال معنا في مناسباتنا''. والدي لا يحتفلان رغم أني أعتبره ليس من عادتنا ولا تقاليدنا ورغم أن والدي لا يحتفلان بهذه المناسبة إلا أني أحتفل بها مع أصدقائي تقول عزيزة وهي تلميذة في السنة الثانية من الباكالوريا، لكن احتفالاتنا لا تعدو أن تكون شكلية باجتماعنا عند إحدى الصديقات وتناول بعض الحلوى وقد يكون الأمر قبل الساعة التاسعة ليلا لأنني لا يمكنني أن أمكث خارج البيت لأكثر من هذا الوقت. الله يعفو علينا من البلية "الشراب موجود هذ الليلة"، بهذه الكلمات، تحدث إلينا ''ي ق'' بائع للسجائر بالتقسيط، وهو يحرك كيس من الدراهم ليخبر زبنائه أنه موجود في رأس الشارع الذي اعتاد أن يقف فيه، مؤكدا أنه لولا '' البلية'' لما لاحظ حتى مرور السنة وبالأحرى الاحتفال بها سائلا الله العفو بعبارة المغاربة المشهورة ''الله يعفو علينا من البلية''. ما غديش نحتفل "ما غديش نحتفل واش لي دارو نديروه واش عمر شي واحد منهم صام معنا رمضان" بمجرد ما طرحنا على أحمد وهو تاجر سؤال عن رأيه في الاحتفالات برأس السنة حتى بادرنا بهذا الجواب، ليضيف مستغربا وهو يرتب بعض المنتوجات في محله الصغير ''إننا للأسف أصبحنا مستلبين حتى في أيامنا". داكشي لي عندي كانخسرو فهاد الليلة أحتفل برأس السنة أذهب إلى أماكن بعيدة عن الأسرة وغالبا ما تكون في مدن أخرى غير الرباط كمراكش أو أكادير لكن هذه السنة لم تتوفر لي الإمكانات للسفر ورغم أني أخسر في مثل هذه السفريات كل ما لدي من أموال إلا أني أعتبرها فرصة لا تعوض من أجل الاحتفال وقضاء أوقات ممتعة المهم أن يحقق الإنسان جزء من أحلامه، ولو للحظات فقساوة الظروف تجعلك تعيش في نكد طوال السنة ولا أرى ضيرا في أن يعيش الإنسان لحظات من عمره بعيدا عن العادات والتقاليد المجتمعية، عبارات خرجت من فم علي كالرصاص وبسرعة شارحا لنا وضعه قبل أن يضع يده في يد صديقته التي كانت ترافقه.