قبل حوالي يومين من دخول السنة الجديدة 2011 ''التجديد'' زارت مدينة سلا وبالضبط قرية أولاد موسى والتي يعيش فيها خليط كبير من المغاربة تشكل الطبقة الشعبية الفقيرة والمتوسطة أكثرهم استطلعت أراء المواطنين البسطاء حول الاحتفالات برأس السنة أغلبية من التقتهم الجريدة عبروا صراحة عما بداخلهم حول الاحتفال منهم من اعتبر الاحتفال أمرا عاديا دون ربطه بخلفيات دينية وآخرون اعتبروه مناسبة للقاء الأهل والأحباب وتبادل الزيارات بينما رفض كثيرون منهم فكرة الاحتفال أصلا حيث اعتبروها من أعياد ''النصارى''و من الأمور المخالفة للسنة النبوية. ''واش كايصوموا معنا رمضان'' '' واش لي دارو نديروه واش عمر شي واحد منهم صام معنا رمضان أو عيد معنا العيد الكبير'' بمجرد ما طرحنا على أحمد وهو تاجر بقرية أولاد موسى السؤال عن رأيه في الاحتفالات برأس السنة حتى بادرنا بهذا الجواب مؤكدا أننا لا يمكننا أن نتبع النصارى في كل أمورهم، وحتى إن دخلوا جحر ضب تبعناهم، ليضيف مستغربا وهو يرتب بعض المنتوجات في محله الصغير ''إننا للأسف أصبحنا مستلبين حتى في أيامنا. تواصلنا مع التاجر أحمد لم يدم طويلا بسبب أشغاله الكثيرة وخصوصا ونحن في آخر اليوم.. توجهنا نحو ''يوسف'' فاعتبر هذا الموظف في وزارة العدل أن الاحتفالات لا تعدو أن تكون مناسبة لتجميع العائلة وأنه عندما يحتفل برأس السنة فإن الخلفية الدينية للإحتفالات غير حاضرة ''هي مناسبة لتجميع أفراد العائلة ليس إلا وحتى لا نعطي الأمور أكثر مما تستحق أعتقد أنه لا ضير في مشاركة الآخرين احتفالاتهم وامتلاك الشجاعة لإقناعهم بالاحتفال معنا في مناسباتنا'' والدي لا يحتفلان رغم أني أعتبره ليس من عادتنا ولا تقاليدنا ورغم أن والدي لا يحتفلان بهذه المناسبة إلا أني أحتفل بها مع أصدقائي تقول عزيزة وهي تلميذة في السنة التاسعة إعدادي لكن احتفالاتنا لا تعدو أن تكون شكلية باجتماعنا عند إحدى الصديقات وتناول بعض الحلوى وقد يكون الأمر قبل الساعة التاسعة ليلا لأنني لا يمكنني أن أمكث خارج البيت لأكثر من هذا الوقت. من جانبها تعلق سهام وهي جارة عزيزة وصديقتها حسب ما اكتشفنا من خلال كلمتها أنه إذا أردنا أن نحتفل ونجتمع مع العائلة والأحباب فهناك السنة الهجرية والأعياد الأخرى وكل الأيام بالنسبة لنا نحن المسلمين هي فرص للزيارات وصلة الرحم وبالتالي تضيف سهام'' فأي احتفال يخص هذا اليوم بالذات يعطيه طابع القدسية ما يجعلنا نسقط في تقليد الآخرين''. فرصة للمدمنين في حقيقة الأمر ما يجعلني أحتفل بهذه المناسبة هو كوني مدمن على الخمور وأستغل هذه المناسب للظفر بقنينة أو اثنين من الخمر لأنه يكون متوفر بكثرة خلال هذه المرحلة، بهذه الكلمات، تحدث إلينا ''ل ق'' بائع للسجائر بالتقسيط، وهو يحرك كيس من الدارهم ليخبر زبنائه أنه موجود في رأس الشارع الذي اعتاد أن يقف فيه، مؤكدا أنه لولا '' البلية'' لما لاحظ حتى مرور السنة وبالأحرى الاحتفال بها سائلا الله العفو بعبارة المغاربة المشهورة ''الله يعفو علينا من البلية''. وبكلمة ''أمين'' أجابه أحد زبنائه الذي طالبه بسيجارة وقبل أن يعطيه إياه سألناه عن رأيه هو الآخر وبضحكة عريضة سمعها أغلب من كان بالقرب منا في شارع المسيرة ''أنكر علينا إبراهيم سؤالنا هذا معتبرا أنه ''في هذا الوقت الانسان إلى لقى باش إيكمل النهار مايكولها الحد'' معتبرا أن معاناة المواطن البسيط مع خبز أبنائه لا تترك له الفرصة حتى للنوم أما الإحتفالات يقول العامل بأحد أوراش الرباط ''هي لي خصاتنا فهذ الزمان لي صبحات فيه البطاطا ب 7 دراهم''. أموال طائلة تصرف أحتفل برأس السنة أذهب إلى أماكن بعيدة عن الأسرة وغالبا ما تكون في مدن أخرى غير الرباط كمراكش أو الدارالبيضاء لأنني أجد فيها راحتي فرأس السنة رغم أني أخسر فيها كل ما لدي من أموال إلا أني أعتبرها فرصة لا تعوض من أجل الإحتفال وقضاء أوقات ممتعة المهم أن يحقق الانسان جزء من أحلامه، ولو للحظات فقساوة الظروف تجعلك تعيش في نكد طوال السنة ولا أرى ضيرا في أن يعيش الانسان لحظات من عمره بعيدا عن العادات والتقاليد المجتمعية. للمحيط كلمته المحيط من أهم الأمور التي لا تشجع على الإحتفال لأننا ولدنا في بيئة لا تولي لهذه المناسبة اعتبارا وفي نظري يقول يونس وهو طالب في السنة الأولى اقتصاد لا نحتفل بهذه المناسبة لأن المحيط الأسري ولا المجتمعي يسمح بذلك ليقاطعه عبد اللطيف وهو زميله وصديقه في الدراسة التقيناهما في جلسة أمام بيت هذا الأخير ''هذا أمر طبيعي وعادي لأنه ببساطة ليس من عاداتنا وغالبا لا نضعه في برامجنا لأنه لا يربطنا بأي شيء عزيز، والإحتفالات في تقديري يضيف عبد اللطيف يجب أن تكون لها ذكرى خاصة حتى يتم تقبلها لدى المحتفل بها''