خالِدينا تستعد الأسر المغربية لاستقبال السنة الجديدة بكل ما يليق بهذه المناسبة من فرح، فليس صحيحا أن الأغنياء هم الذين يعرفون كيف يحتفلون برأس السنة، بل حتى الفقراء داخل بيوتهم يعرفون وأكثر كيف يجعلون من هذه المناسبة حدثا استثنائيا في حياتهم وحياة أسرهم، فذكرى مولد المسيح عيسى عليه السلام تصبح ذكرى عيد ميلادهم هم.، فترى الأسرة البسيطة مجتمعة في ليلة رأس السنة أمام التلفزيون تشاهد سهرة فنية بالمناسبة، وكل فرد منها يأخذ مكانه فوق السداري يتبادل الحديث الضاحك مع الآخرين، وفي الوسط توضع مائدة بربعة ديال الرجلين تتوسطها حلوى كبيرة فيها الكْريم بزاف، فيشعر كل واحد بأن تلك الحلوى الكبيرة جدا ديالو، وأن العيد عيد ميلاده هو، لذلك تظل تلك الحلوى في أمان فوق المائدة أكثر من ثلاث ساعات دون أن يلمسها أحد، حيت كلشي حاضيها، فلا يتم اقتسامها إلا مع الطناش ديال الليل كدْكد، إذ يأخذ كل فرد حقه، يضعه في طبسيل كبير واخا يكون الطرف صغير، يذوق منه قليلا ثم يضع عليه علامة قبل ما يحطّو في الثلاجة يخليه حتى للصباح عاد يفطر بيه. آش جاب هاد الهضرة ديال الحَلوى للرياضة والكورة؟ علاه الفراقي ديال الكورة ماشي عبارة عن أسر مغربية. واش حتى اللعابة كيجيبوا الحلوى وكيقسموها؟ لا، اللعابة غير كيجيبوا الحلوى، والرئيس هو اللي كياكلها بوحدو. ماذا لو تقاسم رئيس الفريق الحلوى مع اللاعبين، وشاركهم فرحة الاحتفال بميلاد سنة جديدة؟ فحين يأتي المشجعون إلى الملعب، فهم لا يدفعون ثمن التذكرة من أجل مشاهدة رئيس الفريق يدخن السيكار أو مشاهدة الكاتب العام كيدوي في التلفون، بل يدفعون المال من أجل مشاهدة اللاعبين، ولهذا لا يعقل أن تكون مداخيل الفريق 100 مليون في المباراة الواحدة، ولا يتقاضى اللاعب إلا 2500 درهم في الشهر، وفي نفس الوقت الذي يتقاضى فيه أعضاء المكتب المكلفين ب «مهام» في تلك المباراة مبالغ أكبر. يتحدث الناس عن رؤساء معروفين كانوا قبل احتكارهم للرئاسة مجرد نكرات، عرفوا كيف يستغلون «حياد» السلطة، وعزوف المواطنين أو جهل المواطنين، فامتلكوا المال والنفوذ على ظْهر الفرقة.. داروا اللعاقة من «بيع» اللاعبين، وداروا الهيبة من «شراء» الأصوات والضمائر، وفي النهاية سجلوا الفرق بأسمائهم وقلبوها بيع وشرا في كلشي، منهم من قضى نحبه أو وطره، ومنهم من ما زال مصرا على مواصلة هذا الإستبداد، طبعا، أنا أنزّه رؤساء فرقنا عن هذه الممارسات، وهذه الحكايات عنهم لا يمكن تصديقها لأنها بدون دليل.، لأن الأمر لو كان صحيحا لما تقبلت الجماهير احتكار إسم واحد لفريق المدينة دون منافسة من أحد، ودون احتجاج من أحد، واش ما كاين حتى راجل في المدينة كلها من غيرو؟ وإذا كان هؤلاء الرؤساء فعلا قطاطعية، فلماذا تمنحهم هيئات الوصاية وبالقانون شرعية الإستمرار، وبالتالي رخصة مفتوحة للاستغلال؟ لهذا، فكل ما يقال عن أي رئيس مجرد كلام باطل، والله كون كان شي رئيس شفار بصح حتى يشدّوه في الحبس.، فقط ما يجعل الناس يشكون في نوايا بعض الرؤساء الخالدين هو رفضهم التنحي عن مناصبهم وإصرارهم على الإستمرار، وباقي ما بانش ليهم شي رئيس باغي يمشي فحالو. لا، كاين واحد، أنا بعدا واحد النهار قال لي السي عموري: «أنا عيت باغي نمشي، ولكن ما نطلق الرشاد البرنوصي حتى يجي شي رئيس معقول ونزيه وأمين». شفتي؟ هذا يعني ما عمرو غادي يطلقها. علاش؟ علاه كاين شي راجل «معقول ونزيه وأمين» يبغي يترأس فرقة في المغرب؟ نافذة اللعابة كيجيبوا الحلوى، والرئيس كياكلها بوحدو