حاسما نقاش الهيكلة على المستوى الحكومي بانتظار جواب ملكي، يمضي رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، في النصف الثاني من مفاوضاته مع الأحزاب السياسية، نحو مرحلة اقتراحات الأسماء المرشحة لتحمل حقائب وزارية، وهو ما تتسابق بخصوصه وجوه عديدة داخل الأحزاب في سياق تحفظ كبير تبديه القيادات السياسية. وحسب مصدر حكومي ف"نقاش الأسماء يبقى داخل الأحزاب بشكل عاد ومعروف مع دنو أي تعديل حكومي"، نافيا أن يكون العثماني فاتح حزبا سياسيا بخصوص الأمر، ومضيفا أن "السمة البارزة الآن هي انتظار ما الذي سيقوله الملك بخصوص الهيكلة التي قدمت له، إذ لا يمكن نقاش أمور لم تحسم بشكل نهائي بعد". بدوره أوضح نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، لهسبريس، أنه "لا جديد بخصوص التعديل إلى حدود اللحظة"، وزاد: "آخر اجتماع بهذا الشأن كان قبل ما يقرب 15 يوما رفقة رئيس الحكومة"، مشيرا إلى أنه حضر شخصيا بمعية أمناء عامين آخرين في لقاء مؤسسة عبد الكريم الخطيب الذي نظمه حزب العدالة والتنمية، ولم يفاتحهم العثماني بخصوص الموضوع. عمر الشرقاوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، أورد أن "الوزارة منصب للتدبير، وبالتالي تحتاج عددا من المواصفات، وليس من المهم أن يكون الاسم الجديد تكنوقراطيا أو سياسيا"، مسجلا أن "الأحزاب لها كفاءات في المستوى العالي، لكن الخلل يكمن في المصعد الذي سيقودها نحو المسؤولية الحكومية". وأضاف الشرقاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "عوامل عديدة تتحكم في استوزار الأشخاص، من بينها العائلة والزبونية والقرب من الأمين العام"، مشددا على أن "الكفاءة باتت ضرورية في السياق الحالي، فالمسارات العلمية والمهنية شرط أساسي من أجل الترشح للمنصب، ومن الضروري أن تكون المعارف متوافقة مع مجال الاشتغال". وأوضح الأستاذ الجامعي: "ليس من الضروري أن يكون الاسم سياسيا، المهم هو فتح المجال للكفاءات"، مؤكدا أنه لا يعتبر التكنوقراط مشكلا، ولا يتخوف من الصدام بين الطرفين، وزاد: "المشكل في الحكومتين هو غياب الانسجام بين الأحزاب، فلكل إيديولوجيته ووعوده الانتخابية، ويظل شغلها الشاغل هو كسب نقاط سياسية على حساب الآخرين". واستطرد الشرقاوي: "الحكومتان الماضية والحالية شهدتا صدامات بين السياسيين، ومن بينهم عمارة وأفيلال، الصمدي وأمزازي، ساجد ومصلي؛ أما في الجهة المقابلة فلم نسمع يوما بصراع وسط وزارتي الداخلية أو الخارجية"، مستدركا بأنه "لا يعتبر التكنوقراط وصفة سحرية".