لسنواتٍ طويلة، ظلّ المغرب يمثّل المصدّر الأوّل ل"الحشيش" صوب دول أوروبا. ووفقاً لتقرير مؤسّسة "نيو فرونتير داتا" فإنّ "راتنج القنب الهندي بإفريقيا يزرع حصْريا بالمغرب، ومنه يهرّب إلى بقية بلدان شمال إفريقيا وإسبانيا وهولندا، وغالباً من خلال الاعتماد على القوارب التقليدية، وفي أحيان قليلة الطّائرات". ورصدَ التّقرير السّنوي لمؤسسة New Frontier Data، المتخصصة في رصد صناعة القنب الهندي، أنّ "المغرب هو أكبر مورد للقنب الهندي في أوروبا"، مبرزا أن "62 ٪ من القنب الذي تمّ ضبطه من قبل السّلطات عام 2018 جاء من المغرب". وأوضح تقرير المؤسّسة التي سبق لها أن تناولت أسواق "الحشيش" في إفريقيا أنّ "الماريجوانا وراتنج القنب (الحشيش) هما أهم مشتقات القنب الموجودة في الأسواق الأوروبية، وتعرفُ استهلاكاً كبيرا وسط الشّباب"، موردا: "رغم أن زراعة القنب غير قانونية، إلا أنها مصدر رزق لنحو مليون شخص في المغرب؛ وهو بالتّالي أكبر مورد للقنب في أوروبا". ونشرت مؤسّسة "نيو فرونتير داتا" بيانات جديدة حول تهريب المخدرات، تزعم فيها أن "عشب القنب المستهلك في أوروبا يتمّ زرعه بشكل أساسي داخل حدود القارة، رغم أن بعضه يشحن بطريقة غير قانونية من بلدان خارجية، خاصة من المغرب، الذي يجعله قربه من أوروبا مركزًا رئيسيًا لتهريب المخدرات". ويورد التقرير: "بسبب قربها منه، تستقبلُ إسبانيا كميات هائلة من "راتنج" القنب القادمة من المغرب، بما يمثل 72 ٪ من إجمالي الكمية التي تم ضبطها في الاتحاد الأوروبي عام 2017". وتشير بيانات التقرير إلى أن 19.1 مليون شاب أوروبي بالغ (تتراوح أعمارهم بين 15 و34 عامًا) تعاطوا للمخدرات العام الماضي، واستشهدت بتقرير صادر عن مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، أكد فيهِ أن المغرب لازال أكبر منتج للقنب في العالم. وتنتج المملكة ثلاثة أضعاف ما تنتجه منافستها في أوروبا مولدوفا. ويتم استيراد راتنج القنب بشكل أساسي من المغرب، الذي أصبح مركزًا رئيسيًا لهذه التجارة. وبدأ الإبلاغ عن إنتاج الراتنج في الاتحاد الأوروبي خاصة في هولندا. وفي عام 2017، أبلغت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عن 782 ألفا من مشتقات القنّب، بما في ذلك 440 ألفا من عشب القنب و311 ألفا من راتنج من القنب. وفي الاتحاد الأوروبي، حوالي 96 مليون من البالغين، أو 29 ٪ من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 64، استخدموا بالفعل المخدرات غير المشروعة في حياتهم. ويمثّل الرجال أكثر عددا (57.8 ملايين) من النساء (38.3 ملايين). ويمثل "الحشيش" المغربي الأكثر استهلاكاً في أوروبا (55.4 ملايين رجل و36.1 مليون امرأة)؛ بينما تم الإبلاغ عن تقديرات أقل بكثير لاستخدام الكوكايين (12.4 ملايين رجل و5.7 ملايين امرأة). وتختلف مستويات تعاطي القنب مدى الحياة من بلد إلى آخر، إذ تتراوح بين حوالي 4 ٪ من البالغين في مالطا و45 ٪ في فرنسا.