كشفت "الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات"، التابعة لمنظمة الأممالمتحدة، في تقريرها لسنة 2017، أن تهريب "القنَّب الهندي"، أو ما يسمى ب"الكيف"، عن طريق البحر، مازال يشكل "تحديا كبيرا للسلطات المغربية"، وذلك على الرغم من المجهودات الهامة التي بدلتها خلال السنوات الأخيرة من أجل محاربة أنشطة عصابات ترويج المخدرات. وحسب التقرير ذاته، والذي قدم مضامينه، جلال توفيق، عضو الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات، في ندوة صحفية، اليوم الخميس، بالرباط، فإن معظم كميات "القنب الهندي" المضبوطة في المغرب، كانت موجهة إلى الأسواق الأوروبية، ولا سيمَّا إسبانيا وفرنسا، في حين كان بعضه موجَّهاً إلى الاستهلاك المحلي، مشيرا إلى المغرب، أبلغ في عام 2016 "عن واحدة من أكبر الكميات المضبوطة من "راتنج القنَّب" في جميع أنحاء العالم"، والتي بلغ وزنها 237 طنًّا، مقارنة ب 235 طناًّ في سنة 2015 . وأشاد التقرير نفسه بما حققه المغرب في مجال تقليص المساحات المخصصة لزراعة "نبتة الكيف"، مؤكدا أنه "جاء في المرتبة الثانية على الصعيد العالمي من حيث المساحات المزروعة التي تمت إبادتها خلال الفترة ما بين سنتي 2010 و2015″، لافتا إلى أنه على الرغم من أن "كميات المساحات المزروعة من القنب في المغرب قد تكون انخفضت في السنوات الأخيرة، بحسب ما أفادت السلطات المغربية، لكن يبدو أن الغلات استقرت بسبب إدخال أصناف وفيرة الغلة"، والتي ينضاف إليها "إنتاج نباتات قوية المفعول في الآونة الأخيرة"، حسب ما جاء في التقرير. وقال التقرير إن إفريقيا ما زالت "منطقة عبور رئيسية لتهريب المخدِّرات"، مضيفا أن نبتة "الكيف"، تُزرع بصفة غير مشروعة في جميع المناطق بالقارة السمراء، غير أن إنتاجها "لا يزال مقتصراً على عدد قليل من البلدان، وفي شمال إفريقيا خصوصاً، مع الإبلاغ في معظم الأحيان عن أنَّ المغرب هو مصدر تلك النبتة". وزادت الوثيقة الأممية، أن تقارير شتىَّ من بلدان الاتحاد الأوروبي ، تشير إلى ظهور درب جديد لتهريب "راتنج القنَّب" باستخدام ليبيا مركزاً رئيسيًّا للعبور، حيث قال التقرير إن "معظم راتنج القنبَّ الموجَّه إلى سوق الاتحاد الأوروبي يهرَّب من المغرب، ولكن توجد مؤشِّرات على أنَّ ليبيا آخذة فيالتحوُّل إلى أحد المراكز الرئيسية لتهريب هذا الراتنج إلى أوروبا وغيرها من الوجهات". ولفت المصدر ذاته إلى تزايد تهريب "راتنج القنَّب الناشئ" في المغرب ي"عبر البحر الأبيض المتوسط، وأساساً إلى إيطاليا، "ومن هناك إلى وجهات مقصد أخرى مختلفة"، موضحا أن معظم "راتنج القنَّب" الذي يغادر المغرب ما زال يذهب إلى إسبانيا، مع ذهاب كميات صغيرة وحسب إلى إيطاليا، إمَّا مباشرة أو عن طريق ليبيا". وفيما يخص الكوكايين، قال التقرير إنه في معظم الحالات، كان "يُنقل إلى المغرب من أمريكا الجنوبية عبر الدروب التجارية الجوية والبحرية"، مذكرا بأن السلطات المغربية، أعلنت في 2016 عن ضبط أكبر كمية على الإطلاق من الكوكايين، بلغ مجموعها 1621 كيلوغراما، مقابل 120 كيلوغراماً ضُبطت في عام 2015، كما ضبطت في أكتوبر 2017 كمية قدرها 2.5 طن من الكوكايين في عملية واحدة. أما بالنسبة للهرويين، فقال التقرير إنه في عام 2016 لم تبلِّغ سوى بلدان أفريقية قليلة جدًّا عن ضبطيات من الهيروين، وهي الجزائر وجمهورية تنزانياالمتحدة وجنوب أفريقيا وزامبيا وغانا ومدغشقر ومصر والمغرب وكينيا وموزامبيق ونيجيريا، حيث تراوحت الكميات المضبوطة بين 30 غراما و 816 كيلوغراماً، في حين أفاد بأن المغرب، ضبط أكثر من مليون قرص من المؤثِّرات العقلية في عام 2016.