جرى اختيار المغرب من طرف مبادرة "Nama Facility" للاستفادة من دعم يصل إلى 20 مليون يورو، ما يقارب 212 مليون درهم، لإدماج تدابير النجاعة الطاقية في 12 ألف منزل سيتم بناؤها على المستوى الوطني. وتُوفر هذه المبادرة دعماً للبلدان النامية للتخفيف من آثار التغير المناخي، بدعم من حكومات ألمانيا والدانمارك والمملكة المتحدة والمفوضية الأوروبية، وهي موجهة إلى البلدان النامية والاقتصادات الناشئة في إطار دعم أهداف اتفاق باريس. وأعلنت المبادرة، عبر موقعها الرقمي، أنه جرى اختيار مشروع تقدم به المغرب للاستفادة من هذا الدعم، إلى جانب أربعة مشاريع أخرى من هندوراس والأردن ومدغشقر ومنغوليا، بدعم مالي إجمالي يصل إلى 74 مليون يورو. وقد قدم المغرب مشروعاً حول تحسين الأداء الطاقي في المنازل المغربية، جرى إعداده من قبل وزارة الطاقة والمعادن ووزارة الإسكان ومجموعة العمران، بدعم من التعاون الألماني للتنمية والوكالة الفرنسية للتنمية. وقدمت المملكة مشروعها لدى مبادرة "Nama Facility" في مارس الماضي، بهدف الحصول على المساعدة المالية والتقنية لإدماج تدابير كفاءة الطاقة في 12 ألف منزل سيتم بناؤها على المستوى الوطني، إضافة إلى تنفيذ خط قرض موجه للاستهلاك الأخضر من أجل تعزيز امتلاك الأسر للأجهزة المنزلية الفعالة من حيث استهلاك الطاقة. وسيركز مشروع المغرب على قطاعي السكن الاجتماعي والمتوسط، كما سيتم التشجيع على بناء مساكن تحترم النجاعة الطاقية وتعتمد العزل الحراري، كما يتجاوز أداؤها الطاقي الحد الأدنى المطلوب وفقاً للمقتضيات الجاري بها العمل. فيما يتعلق بالأجهزة المنزلية، يستهدف المشروع المعدات الأكثر استخداماً واستهلاكاً للطاقة، حيث سيتم دعم اقتناء ثلاجات ومكيفات هواء ومصابيح إضاءة أقل استهلاكاً للطاقة، إضافة إلى تشجيع استعمال سخانات المياه بالطاقة الشمسية. ويُعول المغرب من خلال هذا المشروع على تخفيف انبعاثات الغازات الدفيئة بما يقرب مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون على مدى عمر الأجهزة الذي يمتد إلى 30 سنة. واختير مشروع المغرب ضمن 51 مشروعاً جرى تقديمه من مختلف دول العالم، وسيتم تمويله بحوالي 20 مليون يورو شرط إكمال مرحلة الإعداد التفصيلي (Phase de Préparation Détaillée) للمشروع الذي سيبدأ قبل سنة 2020 وسيستمر على مدى سنة واحدة. جدير بالذكر أن قطاع السكن يُعتبر ثاني أكبر مستهلك للطاقة على المستوى الوطني، ويرتبط استهلاك الكهرباء في القطاع السكني باستخدام الأجهزة الكهربائية المنزلية؛ إذ تستهلك الثلاجات حوالي 45 في المائة، والإضاءة 20 في المائة، أما الباقي فيُستهلك بفعل أجهزة التدفئة وتكييف الهواء وأجهزة التلفزيون ومعدات التكنولوجيا.