شهدت الجماعة الترابية تونفيت بإقليم ميدلت، مساء الجمعة، عاصفة رعدية قوية لم تشهد لها مثيلا منذ سنوات، تسببت سيولها في إغراق الشارع الرئيس بالمياه وعدد من الأزقة. كما أنها هددت المنازل الطينية المجاورة للأودية من جراء ارتفاع منسوب المياه بها. وتحول موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى منصة لعرض صور وفيديوهات الفيضانات التي اجتاحت تونفيت وعرقلت حركة السير والجولان، بعدما امتلأ الشارع بالحجارة والأوحال. كما شوهد رجال السلطة المحلية، من قائد قيادة تونفيت والخليفة وبعض رجال الوقاية المدنية وعناصر الدرك الملكي وأعوان السلطة، وقد تجندوا بعد التساقطات المطرية الكثيفة للتدخل قصد تيسير عملية التنقل وطمأنة السكان وتقاسم الهموم معهم. ولم يسلم وادي تاغوشت، بين بومية وتونفيت، هو الآخر من السيول الجارفة؛ إذ ارتفع منسوب المياه به كثيرا، ما أدى إلى قطع الطريق أمام المسافرين الذين ظلوا عالقين لساعات، واستدعى الأمر استعمال بعض الآليات على أمل مرور السيارات ومستعمليها إلى وجهاتهم. وكتب محمد وسرغين، نائب المنسق الوطني للائتلاف المدني من أجل الجبل، تدوينة على "فيسبوك" تفاعلا مع الموضوع، جاء فيها: "تونفيت الآن تحت رحمة الفيضانات. يجب تدبير المخاطر قبل وقوعها وتفعيل صندوق الكوارث. حكومة السهل تتفرج في الجبل يتحطم ويندثر. لا بديل عن قانون الجبل وإحداث وكالة لتنمية المناطق الجبلية، وسن سياسات عمومية تنتشل الجبل من براثن التهميش والإقصاء". وأشاد وسرغين، في تصريح خص به هسبريس، ب"تدخل السلطات على المستوى المحلي بعد الفيضانات التي عرفتها المنطقة"، غير أنه اعتبره "غير كاف؛ إذ نحتاج حلا جذريا، عبر إنشاء قنطرة تنهي هذا الكابوس الذي يؤرق بال الساكنة، إلى جانب سن سياسات عمومية لإنصاف سكان الجبل". من جهته، قال إدريس باموح، فاعل جمعوي بتونفيت، في تصريح لهسبريس: "بعد كل تساقطات، مطرية كانت أو ثلجية، تظهر عيوب البنية التحتية بتونفيت، من قبيل غياب القناطر وقنوات تصريف مياه الأمطار. أصبحت المنازل والمحلات التجارية حتى في مركز البلدة في خطر. فكل مرة يتم نشر نداءات وصرخات الساكنة حول النقط السوداء التي يجب معالجتها، لكن الصرخات في واد والمسؤولين في واد آخر، والكل ينتظر الوادي الذي سيجرفنا جميعا". واستطرد الفاعل الجمعوي نفسه قائلا: "لقد آن الأوان للمسؤولين والمنتخبين لأن يضعوا مشروعا متكاملا لحماية تونفيت من الفيضانات، بوضع gabions، والقيام بالتشجير لتفادي الحمولات الضخمة التي تأتي بها السيول من الشعاب المحيطة بتونفيت، بالإضافة إلى وضع قنوات لتصريف مياه الأمطار في الشارع الرئيس، وتوفير الآليات الكافية في حالة الطوارئ. فعلى الدولة أن تتحمل مسؤوليتها في ما ستؤول إليه أوضاع المواطنين بهذه البلدة المهمشة".