بمجرد انتهاء العاصفة الرعدية التي اجتاحت المنطقة يوم الجمعة الماضي؛ عبّر نشطاء يتحدرون من الجماعة الترابية تونفيت بإقليم ميدلت، عن استيائهم من واقع البنية التحتية بالمنطقة، متسائلين عن المسؤول عن هذا الوضع. وتداول النشطاء في ما بينهم على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، صورا للأزقة والشارع الرئيس للبلدة بعد البَرد الذي تساقط بغزارة بالمنطقة، ساخرين من هشاشة البنية التحتية تارة، ومُعربين عن تذمرهم منها تارة أخرى. ومن بين الصور المتداولة على نطاق واسع وانتشرت كالنار في الهشيم على صفحات تحمل اسم "تونفيت"، صورة لأحد الأزقة اقتلعت منه الحجارة التي اعتُمد عليها أثناء عملية التبليط، ما يؤكد، حسب النشطاء، أن كمية الإسمنت المستعمل لم تكن كافية، أو أن الإسمنت المعتمد عليه مغشوش، ما نتج عنه "تشوه" في الزقاق وحُفر يصعب على وسيلة نقل عبورها دون مطبات، يقول النشطاء. وفي هذا السياق، أكد مصدر من عين المكان في اتصال هاتفي مع الجريدة، أن التساقطات المطرية الأخيرة، وخصوصا التبروري المتهاطل الأسبوع المنصرم، عرى حقيقة البنية التحتية للمنطقة، "إذ تحول الشارع إلى واد بفعل انسداد البالوعات، كما أن الأزقة تضررت كثيرا بفعل العاصفة الرعدية، ما يبين أن البنية التحتية بتونفيت، خاصة الطرقات، ليست في مستوى تطلعات الساكنة، وهذا يعكس فشل النموذج التنموي الذي استحضره الملك في أحد خطاباته". وشدد المتحدث ذاته في تصريج خص به "هسبريس"، أن منسوب مياه الأودية ارتفع بفعل التساقطات الأخيرة، وأن ساكنة جل الدواوير التابعة ترابيا لجماعة تونفيت، لم يتسن لها التسوق يوم الأحد، باعتباره يوم السوق الأسبوعي للمنطقة، وبالتالي، يردف المصدر، سينتظرون إلى أن ينخفض منسوب المياه ليتمكنوا من العبور إلى وجهاتهم لقضاء مآربهم، خاصة التسوق لفلذات أكبادهم ولماشيتهم، وكذا لقضاء الأغراض الإدارية. ومن جهته، وتفاعلا مع الموضوع، عبر إدريس باموح، وهو فاعل جمعوي بتونفيت، قائلا: "لقد عرى تساقط التبروري بتونفيت هشاشة البنية التحتية بتونفيت.. أزقة تم تبليطها أصبحت خرابا بعد تساقط الأمطار، وأصبحت بركا هنا وهناك مليئة بالمياه تعيق مرور الساكنة". وأضاف المصدر عينه في التصريح نفسه موضحا؛ "حتى الشارع الرئيسي أصبحت بعض أجزاء منه عبارة عن أكوام من الحجارة، جرفتها المياه إلى وسط البلدة لتعيق بذلك مرور البشر والآليات. وهذا ينم عن عدم المراقبة أثناء إنجاز الأشغال وعدم تنزيل ربط المسؤولية بالمحاسبة كما يسوق له إعلاميا". وشدد على أن "المسؤولين بالمنطقة خارج السياق، إذ لا نرى لهم أي تحرك على أرض الواقع لتحسين البنية التحتية، اللهم بعض التحركات المحتشمة هنا وهناك". مضيفا أن "واد الحار في حي إستغرغور لا يزال يشكل مشكلا كبيرا للساكنة بعد تعثر استكمال المشروع الخاص به". هذا وسبق ل "التبروري" الناتج عن منخفض جوي عاشته جل المناطق الأطلسية بالمغرب، أن خلق مساء يوم الجمعة الماضي، حالة من هلع في نفوس ساكنة تونفيت والدواوير المحيطة بها، ما أفضى إلى تخوف الساكنة من انهيار منازلها، خصوصا المبنية منها بالطين، والمتواجدة بالأحياء العتيقة للقرية، مع تضرر معظم المحاصيل الزراعية، خاصة فاكهة التفاح، وانقطاع الطريق في وجه المسافرين على مستوى وادي "تاغشت"، الذي يهدد حيوات مستعملي الطريق مع كل تساقط مهم للأمطار وارتفاع منسوب مياه الوادي.