عاشت عين اللوح، إقليمإفران، تحت هول عاصفة رعدية قوية مصحوبة بالبَرَد (التبروري)، وصفها أحد المواطنين البسطاء، في تصريحه ل «الاتحاد الاشتراكي»، ب «القيامة الصغرى»، ونتجت عنها خسائر في البنيات التحتية والمحاصيل الزراعية جراء السيول الجارفة، كما أدت إلى عزل عدد من المواقع السكنية، وإلحاق أضرار ببعض المنازل والأزقة، ولعل قوة هذه «الكارثة الطبيعية» لم تكن في حسبان مديرية الأرصاد الجوية في نشراتها الإنذارية التي «مرت مرور الهدوء الذي يسبق العاصفة»، حيث كانت الدقائق المعدودة منتهاطل الأمطار كافية لتحويل المنطقة إلى ما يشبه المناطق المنكوبة. الأمطار الطوفانية التي حملتها العاصفة الرعدية «زارت» بجوها الرهيب منطقة «توفصطلت» وعرضتها لأضرار وخسائر جسيمة على مستوى البنية التحتية، كما تحدثت مصادر إعلامية عن قطيع من غنم أحد المزارعين جرفته المياه، بينما أكدت مصادر أخرى انهيار قنطرة ب «تابرغازيت»، وانغلاق الطريق الرئيسية، من جهة مدخل البلدة ضواحي «البيزانا»، لفترة طويلة، في حين سجلت انهيارات بعدة مسالك ب «تبرغازيت»، «تاكونيت»، «أبوحرش»، «آيت علي» و»آيت إيشو وعلي»، ولم تسلم المنتوجات الفلاحية كالخضر والفواكه (التفاح) من زحف الكارثة. وكان من البديهي أن تجد السلطات المحلية بعين اللوح نفسها مرغمة على حالة استنفار، في حين كان حضور المجلس القروي أكثر خجلا، وذلك خوفا، على ما يبدو، من «اشتعال» غضب السكان عليه، وهو الذي لا يبخل على مهرجانه بوفاء أقل بكثير من وفائه بوعوده التنموية التي يستعملها «طعما انتخابويا» كعادته، وقد كان للعاصفة الرعدية دورها في تعرية حالة البنية التحتية بمركز عين اللوح، حيث انسدت بعض الأزقة والدروب بالأوحال والأحجار والأغصان المقتلعة من أشجارها بفعل الرياح القوية، كما غمرت السيول الجارفة عدة منازل وأتلفت ما بها من أفرشة وتجهيزات. والمؤكد، حسب مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، أن رئيس الجماعة لم يخجل من إغلاق هاتفه في خضم هذه الظروف، ذلك عوض القيام بدوره الميداني في توفير ما تستدعيه الظرفية من معدات وآليات، ولو أن الرأي العام كان قد تابع، يوم 29 غشت المنصرم، مهزلة قيام المجلس القروي، خلال دورته العادية، بإدراج نقطة «بيع ما تبقى من الآليات التي تتوفر عليها الجماعة»، وبينها أساسا التي يمكن استخدامها في مثل الكارثة الطبيعية المذكورة، حيث استقبل المواطنون هذه المهزلة بسخط وامتعاض شديدين، علما بأن منطقة عين اللوح من المناطق المهددة بالعواصف الرعدية، وكم كان لتهديداتها وقعها الجدي لولا مساهمة «سد تاحلالت» أو «ورشات القشالي» و»الوادي» في التخفيف من حدتها، بالأحرى فتح ملف «المنازل الآيلة للسقوط» الذي لا يزال من القضايا المبعدة عن طاولة المسؤولين. ولم يعثر الملاحظون بعين اللوح على أدنى تبرير لهواية «البيع» التي ينهجها رئيس الجماعة، وهو الذي سبق له أن أدرج، خلال السنة الماضية، نقطة تفويت منتجع أجعبو، ما كان طبيعيا أن ترتفع وتيرة التعاليق الساخرة حول ما إذا كان الرجل يسعى إلى «وضع البلدة في المزاد العلني» على حد ما عبر عنه أحد الفاعلين المحليين. وصلة بذات السياق، تتساءل ساكنة عين اللوح حول معنى عدم اهتمام الجماعة بالاعتمادات المخصصة للطوارئ، في حين تحدثت مصادر متطابقة ل «الاتحاد الاشتراكي» عن مقاول كان قد استفاد من مشروع لنقل الماء الشروب من «تاكنيت» إلى عين اللوح، فاستغل مجرى المياه المحاذي للطريق الثانوية (عين اللوح تاكنيت) لتمرير القنوات دون تدخل من مصالح وزارة النقل والتجهيز، ما ساهم جليا في تخريب الطرق المذكورة والمعبدة منذ عقود، حسب مصادرنا.