تصوير : ميلود بوشريط ومحمد العماري قبل الكارثة وميض برق مخيف ، ودوي رعد مرعب ، وليل زادته ظلماء السماء المثقلة بالغيم سويداء ، هكذا بدأ الليل مزمجرا بجماعة واركي وتملالت والصهريج وبويا عمر وسيدي عيسى بن سليمان ولمزم، وبات الناس يترقبون بزوغ فجر صباح الأربعاء بصبر وأناة، لم يناموا أبدا وهم يحاولون انقاذ بعض الممتلكات بعد أن اجتاحتهم مياه طوفانية تدفقت من كل جانب فكان السكان ودوابهم وما يملكون من المغرقين جماعة واركي أدت الامطار التي تهاطلت طيلة ليلة الثلاثاء وصباح الاربعاء 18 شتنبر الجاري إلى اغراق العديد من المنازل والمحلات التجارية بمركز جماعة واركي وضواحيها، كما جرفت المياه الغير المسبوقة ممتلكات الساكنة من أغطية وتجهيزات منزلية وغيرها، في حين تهدمت منازل أخرى على قاطينها الذين باتوا في العراء، وانقطع الأطفال عن المدارس، كما أدت السيول إلى نفوق العديد من الماشية والدواجن بعد مداهمة المياه للعديد من الاصطبلات ، حتى بيوت الله لم تسلم من هدا الطوفان ، حيث امتلأت أغلب المساجد بالمياه التي افسدت المفروشات من الزرابي والحصائر وغيرها ، وشوهد نائب وزارة الأوقاف في زيارة خجولة يتفقد مسجد واركي، وقد أمر إمام المسجد بإغلاقه إلى حين،دون تقديم حلول عملية لتمكين المصلين من أداء فرائضهم بالمسجد جماعة سيدي عيسى بن سليمان لم تكن هذه الجماعة بأقل من سابقتها،كانت خسائر الناس بها اكبر، نظرا لهشاشة البنية التحتية ، وغياب مسالك تصريف مياه الأمطار،المنطقة تحولت إلى بحيرة كبرى ، أدت إلى انقطاع الطريق الاقليمية الرابطة بين جماعة واركي وجماعة الفرائطة لساعات، ولم يكن العبور ممكنا، مياه جارفة وغير مسبوقة أدت إلى انهيار العديد من المنازل ، وإتلاف ممتلكات الساكنة، مسجد البلدة بدوره تحول إلى شبه مسبح وقد امتلأ بمياه الفيضانات التي أحالت كل شيء بداخله خرابا ولم يعد صالحا للصلاة العديد من السكان الغاضبين الذين التقتهم البوابة عبروا عن غضبهم الشديد من لامبالاة السلطات الاقليمية التي لم تزرهم ولو من باب المواساة، بعد أن اكتفى عامل الاقليم نجيب بن الشيخ بزيارة جماعة واركي وبويا عمر إضافة بلدية العطاوية، دون أن يعرج على هذه الجماعة، الشيء الذي اعتبرته الساكنة احتقارا وازدراء من ممثل عاهل البلاد والساهر على شؤون الرعية جماعة بويا عمر تعتبر منطقة بوروطة القلب النابض بهذه الجماعة، والتي تعرضت لدمار شامل في بعض المناطق منها، العديد من المنازل تهدمت على ممتلكات أهلها، وتشرد الناس، بعد أن فقدوا كل ما يملكون، أضرار جسيمة وخسائر كبيرة ونفوق أعداد مهمة من رؤوس الماشية، وتشرد العائلات، هذه هي السمة والصورة التي تركتها العاصفة الرعدية التي لم تبق على شيء، مواطنون يواجهون كارثة عزلا ، في حين اكتفى عامل الاقليم بمواساتهم، ووعد المواطنين بإيفاد لجنة لدراسة الوضع وتقييم الخسائر، وإلى حدود اليوم الجمعة لم تقدم للمنكوبين أية مساعدة ومازالوا ينتظرون جماعة لمزم شهدت مناطق شاسعة من هذه الجماعة سيولا طوفانية لاعهد للمواطنين بها من قبل، وأدت المياه العالية المنسوب والجارفة إلى إتلاف ممتلكات الساكنة وهدم العديد من المنازل خاصة بدواوير النواحى والكراكشة وصنهاجة ، كما أن السيول التي اجتاحت العديد من اصطبلات الماشية خلفت نفوق المئات من رؤوس الماشية من الاغنام التي تم تسمينها استعدادا لعيد الاضحى المقبل، وضياع المواد العلفية والحبوب والاثات المنزلي ، كما توقفت حركة السير بالعديد من المسالك الطرقية ، وتم عزل مناطق بالكامل،أما الغطاء الفلاحي فقد تضرر بشكل مخيف فتحول صريما وأثرا بعد عين جماعة أولاد ناصر بلدية تملالت بجماعة أولاد ناصر التابعة لقيادة تملالت، عرف دوار الشمس تسونامي حقيقي ، حيث اتت مياه فيضانات الأودية بالجوار إلى انهيار جل المنازل، أدت الانهيارات الى قتل العديد من رؤوس الاغنام التي طمرتها الاتربة وأسفق المنازل المتهاوية، وانتشر الخراب في كل مكان، وباتت عائلات بأكملها ضمن مشردي غضب الطبيعة، وازداد الوضع تفاقما بعد انتشار روائح جثث المواشي ، ويتخوف العديد من المواطنين من انتشار الاوبئة ، خاصة وأن السلطات لم تقم بإزالة الانقاض بعد، البوابة عاينت جرافتين جيء بهما لدر الرماد في عيون الساكنة، مما دفعهم للخروج يوم أمس الخميس في مسيرة غاضبة في اتجاه عمالة الإقليم، مما جعل قائد المنطقة يهرول لمحاورة الساكنة وإقناعها بالعدول عن المسيرة، واعدا اياهم بتقديم المساعدات في اجل اقصاه ثلاثة أيام، فمن دمر بيته بالكامل ويبيت في العراء خاوي الاحشاء ولا من يسمع صرخته،يحتاج حلولا عملية وفورية ، احد السكان الغاضبين ممن فقد كل ما يملك قال محتجا: المغرب يسارع لتقديم المساعدات للدول الأجنبية بطواقم طبية كبيرة، هم بشر وأناس ونحن فقدنا كل شيء ولم يلتفت إلينا أحد فنحن المغاربة أولى بان تقدم لنا هذه المساعدات، وتمنى أن نوصل صرخته الى ملك البلاد محمد السادس عبر منبر أزيلال أونلاين قبل الختام كنا قد وعدنا القراء بنشر التغطية مساء الاربعاء الموالي للكارثة، ولكن عشرات المكالمات التي كانت ترد علينا من كل المناطق قصد اسماع صرخاتهم هي من أجلت الخبر لنجعل منه تحقيقا شاملا للعاصفة الرعدية التي اتت على الاخضر واليابس، وأبانت عن عجز السلطات الاقليمية والمحلية في اتخاذ حلول فورية وناجعة للمنكوبين، واكتفت مسؤولو قلعة السراغنة الوعود الشفهية للمتضررين الذين مازالوا يترقبون ما وعدوا به وقد مضت على الكارثة أزيد من ثلاثة أيام، فهل من منقذ؟؟؟؟ ملاحظة : سيتم نشر فيديو عن كل جماعة بعد الانتهاء من المعالجة