تكبّد سكان دوار «الحاج عبد السلام» في جماعة «نزالت لعظم»، إقليم الرحامنة، ليلة السبت الماضي، خسائر مادية فادحة، قدّرها المتضررون بأزيد من 70 مليون سنتيم، بعد أن ضربت المنطقةَ عاصفةٌ رعدية، مصحوبة بقطع براد «تبروري» لم يسبق للساكنة أن شاهدتها منذ عقود من الزمن. كما تسببت الأمطار الطوفانية في نفوق 10 رؤوس من الغنم وفي إتلاف محصول أربع ضيعات من «البطيخ الأحمر»، إضافة إلى انهيار منزلين، على الأقل، في الدوار المذكور. كما غمرت المياه العديد من المساكن الأخرى وتسببت في انهيار سقف أحد أقسام المدرسة الابتدائية. وقد عاش سكان دوار «الحاج عبد السلام»، التابع لجماعة «نزالت لعظم»، في إقليم الرحامنة، يوما «استثنائيا» بكل المقاييس، ليلة السبت الماضي، فبعد أن قضى معظم السكان يومهم بين الحقول والضيعات المجاورة، بحثا عن رزق الأبناء وعلف الماشية، عرفت المنطقة ارتفاعا ملحوظا في درجة الحرارة، جعل المتمرسين من الفلاحين يضعون أيديهم على قلوبهم، خوفا من تبعات ذلك. وفي حدود الساعة الرابعة والنصف، غطى ضباب كثيف أسود اللون منطقة «نزالت لعظم» بكاملها، عجّل بحلول الظلام قبل أوانه، قبل يُسمَع دوي رعد هز ساكنة دوار «الحاج عبد السلام» وأصاب العديد من الأطفال بحالة نفسية مزرية، لكونهم لم يعهدوا سماع مثل ذلك الصوت بهذه القوة من قبلُ. بعد أقل من 10 دقائق، تهاطلت قطع براد «تبروري»، قال سكان الدوار المذكور إن حجمها هو حجم الزيتون، غطت مساحة 4 كيلومترات مربعة تقريبا، مخلفة أضرارا مادية فادحة في أوساط السكان، الذين رددوا «اللطيف» وطلبوا نجدة أبنائهم وذويهم، بعدما غمرت المياه بيوتهم. وحسب شهود عيان، فإن الأمطار الطوفانية التي شهدها دوار «الحاج عبد السلام» أفسدت محصول أربع ضيعات من «البطيخ الأحمر»، قدّر أصحابها خسائرهم بحوالي 70 مليون سنتيم، علما أن أغلبهم مدينون بقروض فلاحية. وأضاف المصدر ذاته، في حديث مع «المساء»، أن هذه الكارثة الطبيعية أدت إلى نفوق 10 رؤوس من الغنم على الأقل، كما تسببت المياه التي غمرت معظم البيوت، في فساد كمية كبيرة من الأعلاف والقمح. وفور علمها بالكارثة الطبيعية التي حلت بالمئات من سكان المنطقة، قامت السلطات المحلية، ممثلة في قائد ملحقة «نزالت لعظم»، بزيارة تفقدية لعين المكان ووقفت على الخسائر المهولة التي تكبّدها سكان دوار «الحاج عبد السلام». كما وجه عدد من سكان المنطقة المتضررة طلب إعانة لعامل إقليم الرحامنة، يطلبون فيه التدخل الفوري لدى الجهات المعنية وتقديم يد المساعدة للفلاحين المتضررين. يذكر أن جهة مراكش تانسيفت الحوز تعرف، هذه الأيام، موجة أمطار طوفانية قوية، ألحقت خسائر متفاوتة بعدد من المناطق الفلاحية.