بعد الاعتداء الشنيع الذي تعرّض له الشاب يوسف بحي مولاي رشيد بمدينة الدارالبيضاء، القادم إليها من عاصمة زيان خنيفرة بحثا عن لقمة عيش، وبعد الحملة الفيسبوكية المنتشرة الداعية إلى تدخل الدكتور الحسن التازي، بصفته طبيبا متخصصا في التجميل، من أجل رتق جرحه الغائر؛ تفاعل هذا الأخير مع الحملة، من خلال زيارة الضحية لمصحته ومعاينته من لدن الدكتور، كما بيّن ذلك فيديو للطبيب على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تجاوز ساعة من الزمن. وبعد الحادث الفظيع، تمكنت عناصر الشرطة القضائية بمنطقة مولاي رشيد بالدارالبيضاء، بتنسيق مع نظيرتها بمدينة طنجة، مساء الثلاثاء المنصرم، من إيقاف المشتبه فيه الثاني المتورط في محاولة السرقة الموصوفة المقرونة بالضرب والجرح البليغين، والتي كان ضحيتها شخص أصيب بجرح خطير على مستوى الوجه بمدينة الدارالبيضاء. وذكر بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أنه جرى إيقاف المشتبه فيه بمدينة طنجة، وهو من ذوي السوابق القضائية العديدة في السرقة بالعنف، حيث أوضحت إجراءات البحث أنه لاذ بالفرار نحو هذه المدينة مباشرة بعد مشاركته في ارتكاب هذا الفعل الإجرامي. وأوضح المصدر ذاته أن مصالح الأمن بمدينة الدارالبيضاء كانت قد توصلت، الاثنين الماضي، بشكاية الضحية، الذي تعرّض لمحاولة سرقة مقرونة باعتداء جسدي خطير، قبل أن تسفر الأبحاث والتحريات المنجزة عن إيقاف المشتبه فيه الأول بمدينة الدارالبيضاء يوم الثلاثاء، في حين تسنى إيقاف المشتبه فيه الثاني في اليوم نفسه بمدينة طنجة. وأضاف أنه جرى الاحتفاظ بالمشتبه فيهما معا تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن جميع ظروف هذه القضية وملابساتها وتحديد كافة الأفعال الإجرامية المنسوبة إلى المعنيين. وبمجرد إلقاء القبض على المتهم الثاني، قامت العناصر الأمنية، اليوم الأربعاء المنصرم، بإعادة تمثيل الجريمة التي تسبب في جروح عميقة على مستوى وجه الشاب. وجرت إعادة تمثيل حادث الاعتداء، بحضور عناصر الشرطة القضائية بمنطقة مولاي رشيد، علاوة على عدد من المواطنين، إذ مثّل الموقوفان الطريقة التي اعتديا بها على يوسف بالسلاح الأبيض، أثناء عملية سرقة مقرونة بالضرب والجرح. وحول الحادث الذي استأثر باهتمام الرأي العام المحلي، لا سيما بعد انتشار فيديو للضحية بوجه مليئا بالدماء، قال عالي امزيان، عمّ الضحية، إن الواقعة تعود إلى صبيحة الاثنين، لما تعرض يوسف، الذي يشهد القاصي والداني بدماثة أخلاقه، لاعتداء وصفه بالخطير من لدن جانحين بحي مولاي رشيد في الدارالبيضاء. وتابع امزيان، في تصريح لهسبريس، أن يوسف المعتدى عليه يبلغ من العمر ثلاثين عاما، وللتو عقد قرانه؛ اعترض شابان طريقه قرب إقامات سكنية وهما يحملان أسلحة بيضاء، ولما حاولا سلبه ممتلكاته، قاومهما ولم يستسلم لسرقته. ومع الشد والجذب الحاصل بينهم، يقول عم الضحية، تدخل مواطنون لحماية يوسف؛ بيد أن أحد الجانحين وجّه إليه ضربة بسكين إلى الوجه تسببت له في جرح عميق في خده الأيمن وطرف من أذنه وجزء من يده أيضا، ليلوذا في ما بعد بالفرار إلى أن اعتقلتهما العناصر الأمنية يوما واحدا بعد الحادث. وختم امزيان تصريحه بالقول: "إن يوسف يحس بفرحة كبيرة، خصوصا بعدما تكفل الطبيب التازي بحالته، شاكرا، كذلك، كل المغاربة الذين وقفوا إلى جانبه في المحنة التي عانها منذ أيام".