ارتفعت وتيرة الواردات المغربية من منتجات الأواني المنزلية، المصنفة في البلدان الأسيوية، بشكل أصبح يقض مضجع المهتمين بقطاع حماية المستهلك، الذين يطالبون إدارة الجمارك بضرورة تشديد الرقابة في النقط الحدودية التي تشهد نشاطا كبيرا للمبادلات التجارية، من أجل تفادي لوج منتجات مضرة بصحة الأفراد للمستهلكين المغاربة. وقال بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك، إن الأواني المنزلية البلاستيكية المستوردة من الصين أصبحت تشكل مصدرا لمجموعة من المخاطر الصحية التي تتربص بالأفراد وبسلامتهم الصحية. وأضاف الخراطي، في تصريح لهسبريس، أن "الأواني الصينية المستوردة من طرف الموردين اكتسحت الأسواق الوطنية، نتيجة هامش الربح الكبير الذي يحققه مجموعة من التجار المغاربة، من وراء استيراد مثل هذه المنتجات دون الحرص على توفير الجودة المطلوبة في المنتجات التي يتم استقدامها من آسيا". ويؤكد الخراطي أن هناك مجموعة من المخاطر الصحية، التي تصاحب استعمال الأنواع الرديئة المستخدمة في صناعة الأواني البلاستيكية المستوردة من آسيا؛ ومن ضمنها الأمراض الهرمونية التي تؤثر بشكل كبير على صحة المستهلك، وخاصة الأطفال. واعتبر المتحدث أن مواجهة مثل هذه المخاطر يجب أن تمر في مرحلة أولى عبر إطلاق حملات تحسيسية، من أجل توعية المستهلك بهذا الموضوع، وتوضيح الطريقة التي يتمكن من خلالها هذا المستهلك من التفريق بين أنواع البلاستيك، تفاديا لاستعمال الأواني المضرة بالصحة، خاصة تلك التي تحتوي على مواد ضارة كمادة "البيسفينول أ"؛ وهي مادة كيميائية مصنعة تستعمل في صناعة الموادّ البلاستيكيّة، وتوسع استعمالها ليدخل في صناعة الأوراق، وفي الموادّ المستعملة كغشاء داخلي للمعلبات والعديد من العبوات البلاستيكية وخاصة عبوات حليب الأطفال. وقد تم إجراء العديد من الدراسات العديدة، التي جرى بعدها تصنيف هذه المادّة كمسبب مباشر لاضطرابات الغدد الصماء بالإضافة إلى تأثيراته المضرة المحتملة على الجهاز العصبي والتسبب بالعقم.