بالموازاة مع الحركة المتواصلة التي عرفتها السياحة الداخلية بمدينة شفشاون خلال عطلة الصيف الأخيرة؛ فقد سجّلت "الجوهرة الزرقاء"، منذ بداية السنة الجارية إلى الآن، توافد آلاف السياح المنتمين إلى دول شرق آسيا كالصين واليابان وماليزيا وغيرها، من مختلف الأعمار الذين اختاروا هذه المدينة وجهة مفضلة لديهم، سواء عبر رحلات منظمة من قبل وكالات الأسفار أو من خلال زيارات عائلية وفردية. وحسب مصادر عليمة، فقد بلغ عدد السياح الأسيويين الذين زاروا مدينة شفشاون في غضون السنة الحالية حوالي 90 ألف سائح وسائحة. وقد شكل الصينيون غالبيتهم بما يزيد عن 26000 سائح، يليهم اليابانيون ب11000 سائح؛ فيما توزّع باقي السياح كالآتي: ماليزيا 400، وتايوان 650، وسنغافورة 300 سائح، في الوقت الذي زار فيه "الجوهرة الزرقاء" من دولتي فيتنام والهند 45 سائحا وسائحة لكل منهما. وإذا كانت السياحة تشكل أحد أهم الموارد التي تعتمد عليها مدينة شفشاون في تعزيز مجالاتها الاقتصادية والاجتماعية في ظل غياب برامج عمل وتصورات مضبوطة وخطوات توعوية وبنيات تحتية تزيد من الإشعاع السياحي وتحافظ على المكتسبات وتطلعات أبناء المدينة، فتجدر الإشارة إلى أن بعض الصينيين اختاروا الاستثمار في "الجوهرة الزرقاء"، خصوصا في مجالي المطاعم والفندقة لاستقبال الزبناء القادمين من آسيا الشرقية. ويشتمل برنامج زيارة السياح الأسيويين غالبا على جولات استطلاعية بالمدينة وبمختلف نقاطها السياحية، ثم المغادرة في اليوم نفسه في اتجاه باقي الوجهات الأخرى المبرمجة كفاس وأصيلة وغيرها من المدن المغربية .. كما أنّ معظمهم يأخذون صوراً تذكارية لهم في أماكن متفرقة بالمدينة العتيقة لشفشاون ووضعها على صفحاتهم بمنصات التواصل الاجتماعي؛ وهو ما يساهم من جانبهم في تسويق وانتشار الجوهرة الزرقاء كوجهة سياحية عالمية وجب المحافظة عليها وهيكلة فضاءاتها وفق منظور يجعل من البعد السياحي مرتكزاً أساسياً ينبني على ضوابط محدّدة وملموسة على أرض الواقع.