لا شك أنهم حققوا كل شيء داخل المستطيل الأخضر، وترددت أسماؤهم على ألسنة كل جماهير ومحبي كرة القدم، وها هم الآن يبحثون عن ذواتهم وتحقيق الأمر نفسه لكن ليس داخل الملعب وإنما من على مقعد المدرب. فنجوم بحجم تشافي هرنانديز وراؤول غونزاليس وتشابي ألونسو وحتى فيكتور فالديز، اعتادوا دائما على النجاح وحصد والألقاب وأن يكونوا محط أنظار وإعجاب الجميع، وبالطبع يتطلعون لأن يصنعوا أسماءهم من خارج الخطوط. البداية ستكون مع لاعب الوسط الفذ الذي يعد ضمن أفضل من أنجبت الكرة الإسبانية في هذا المركز، تشافي هرنانديز، الذي فاز بكل شيء مع برشلونة ومنتخب إسبانيا: من تسيد العالم بلقب مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، ولقبي بطل أوروبا 2008 و2012، إلى دوري الأبطال والليغا وكأس الملك وكأس السوبر المحلي والأوروبي ومونديال الأندية مع البلاوغرانا. وبعد 4 سنوات قاد فيها السد القطري إلى لقب الدوري (2018-19)، وكأس الأمير (2017)، وكأس قطر (2017)، وكأس السوبر (2017)، قرر صاحب ال39 عاما تعليق الحذاء وإسدال الستار عن مسيرة لا تغيب عنها شمس البطولات، ولكن لاعبا مثل تشافي لا يستطيع الابتعاد عن المستطيل الأخضر، لذا فقد قرر خوض مغامرة جديدة والانتقال إلى تدريب الفريق. وتولى تشافي القيادة التقنة ل"الزعيم" في 28 مايو الماضي، ومنذ ذلك الوقت، قاد الفريق في 4 مباريات، محققا انتصارين وتعادلا وخسارة. ولا شك أن قيادة فريق له اسم في القارة الصفراء مثل السد سيعطي خبرة كبيرة لشافي في مسيرته الوليدة كمدرب، وسيجعله قطعا محط أنظار مسؤولي برشلونة في المستقبل، لا سيما وأنه يعد أحد أساطير الكتيبة الكتالونية عبر تاريخها، مثلما حدث مع بيب غوارديولا في 2008 عندما تولى مقاليد أمور الفريق الأول، وتم تقديمه على أنه مشروع مدرب كبير صاعد من الفريق الرديف. ولم يلبث غوارديولا أن كان عند حسن ظن الجميع، وقاد البرسا لحصد الأخضر واليابس، وأبهر الجميع بطريقة لعبه الجديدة التي تعتمد على اللمسة الواحدة للكرة مع الأداء الانسيابي، أو ما عرف حينها ب"التيكي تاكا". وقاد غوارديولا برشلونة في ذلك الوقت لدخول تاريخ اللعبة بعد أن حصد السداسية التاريخية (كأس الملك والليغا ودوري الأبطال وكأس السوبر الإسباني وكأس السوبر الأوروبي ومونديال الأندية). تشافي نفسه اعترف في أكثر من مناسبة بأن المدربين الاثنين اللذين لعبا دورا كبيرا في مسيرته كلاعب هما الراحل لويس أراغونيس مع "الماتادور"، وغوارديولا مع البرسا، وقال عن الأخير إنه "الأفضل في العالم حاليا". اسم آخر يسير على الدرب نفسه، هو أسطورة ريال مدريد راؤول غونزاليس، الذي يمتلك مسيرة يعرفها القاصي والداني جيدا مع الفريق الملكي على مدار عام، أتبعها بتجارب أخرى مع شالكه الألماني والسد القطري ونيويورك كوزموس الأمريكي، قبل أن يقرر مغادرة المستطيل الأخضر في 2015، وينتقل هو الآخر لصفوف المدربين. السير على نهج زين الدين زيدان يبدو أن التجربة الرائعة والثرية التي خاضها النجم الفرنسي زين الدين زيدان مع ريال مدريد، عندما تولى مهمته الفنية في منتصف موسم (2016-17) خلفا لرافائيل بنيتيز، بعد أن كان مدربا لفريق الرديف (لا كاستيا)، أثارت شغف نجوم آخرين كي يسيروا على دربه. ورغم حالة عدم التفاؤل التي صاحبت اختيار زيدان كمدرب للميرينغي حينها، ليس فقط بسبب حالة الفريق حينها ولكن أيضا بسبب قلة خبرته التدريبية آنذاك، إلا أن نجم الفريق الملكي سابقا أثبت خطأ كل هذه النظريات وحقق أرقاما قياسية لا مثيل لها في تاريخ النادي واللعبة، بعد أن قاد الفريق إلى ثلاثة ألقاب متتالية في دوري الأبطال (2016 و2017 و2018)، بالإضافة إلى لقب الليغا (2016-17)، وكأس السوبر الإسباني (2017)، وكأس السوبر الأوروبي (2016 و2017)، ومونديال الأندية (2016 و2017). المثير في الأمر أن راؤول سار على درب زيدان، وبدأ السلم التدريبي بالطريقة نفسها تقريبا، حيث تولى في البداية مسؤولية فريق الناشئين بالنادي دون 15 عاما في غشت 2018، قبل أن يتم تصعيده لفريق الرديف في يونيو الماضي. اسم مدريدي آخر قرر نقل خبراته الواسعة في الملاعب إلى اللاعبين الصغار، هو تشابي ألونسو الذي خاض مسيرة رائعة في الملاعب بقمصان أندية عديدة بدأت منذ 1999 مع ريال سوسييداد، ثم ليفربول الإنجليزي، ثم ريال مدريد، وأخيرا بايرن ميونخ الألماني. وقرر تشابي (37 عاما) أن يبدأ مشوار التدريب من حيث بدأ كلاعب مع ريال سوسييداد، فبعد أن حصل على رخصته التدريبية من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) في 2018، تولى لاعب الوسط السابق مسؤولية الفريق الرديف بالنادي الباسكي مطلع يونيو الماضي، وذلك بعد تجربة استمرت عاما تقريبا مع فريق الناشئين دون 14 عاما بريال مدريد. لم يختلف الحال بالنسبة لحارس برشلونة الإسباني الأسبق أحد أعضاء الجيل الذهبي الذي أبهر العالم بكرته مع غوارديولا، فيكتور فالديس؛ فبعد أن حصل على رخصة التدريب، مع تشافي وراؤول وتشابي، قرر أن يبدأ مشواره كمدرب من القاع، حيث كانت البداية مع شباب فريق موراتالاز في مدريد، ثم عاد بعدها إلى بيته برشلونة عبر بوابة فريق الشباب دون 19 عاما.