دعا ائتلاف يضم عدداً من الجمعيات العاملة في ميدان التنمية المستدامة الدولة إلى ضرورة التخلي على المقارنة المبنية على تذويب المسؤوليات والتدخل البعدي المتأخر في الكوارث، في إشارة إلى الفيضانات التي أودت بحياة سبعة أشخاص الأسبوع الجاري نواحي تارودانت. وقال الائتلاف المغربي من أجل المناخ والتنمية المستدامة بجهة سوس ماسة، في بيان له، إن على الدولة أن تنهج التركيز على إدارة الكوارث بدل التركيز على إدارة مخاطر الكوارث، ومساعدة الأسر، والاستفادة من الدروس المستخلصة. وأورد الائتلاف عدداً من التوصيات الموجهة للسلطات بغاية الحد من المخاطر الحالية وتعزيز القدرة على المواجهة واتقاء مخاطر جديدة، أولها التدبير الجيد للتعامل مع آثار الكارثة في المرحلة الأولى، من خلال الاستعجال بمساعدة الأسر المتضررة من جراء وفاة أو إصابة أحد أفرادها. كما طالب الائتلاف بتعويض خسائر من تضررت ممتلكاتهم المتواضعة، ومواكبة الأسر، وخاصة الأطفال، لتمكينهم من امتصاص واستيعاب الآثار النفسية والاجتماعية والتعافي منها، مع إعادة تأهيل البنيات الرياضية والثقافية في الوقت المناسب وبالأسلوب الفعال. وثمن الائتلاف "الدور الاجتماعي للجمعية المحلية التي اجتهدت من أجل سد الخصاص في بنية تحتية أساسية، تمكينًا لشباب دوار تزيرت من حقهم في ممارسة الرياضة، من خلال ملعب رياضي لم تقم بإنجازه المؤسسات المنتخبة رغم توفرها على صلاحيات وشروط أفضل لتحقيقه". وأضاف البيان أن "بناء الملعب بسرير واد جاف له ذاكرة قوية لاستعادة مجراه رغم مرور 40 أو100 سنة أو ما يزيد يسائل محلياً المنتخبين وكل الجهات المسؤولة عن إعطاء التراخيص ومراقبة البناء وتوفير وتعبئة العقار اللازم لكل مصالح الجماعة". كما يسائل هذا الأمر، حسب البيان، المؤسسات التشريعية والتنفيذية والأطراف المسؤولة عن خلق الشروط القانونية والمؤسساتية والتمويلية من أجل توفير العقار وتعبئة الموارد وتنظيم المجال لصالح الشباب بصفة خاصة، والساكنة بصفة عامة. التنظيم ذاته دعا إلى "مراجعة آليات الوقاية، وفي مقدمتها طرق الإنذار، باستعمال أسلوب واضح ومباشر بدل البلاغات الطويلة المشفرة، وكل وسائل التواصل لإخبار الساكنة المعنية، وأهمها الهواتف المنقولة التي انتشرت بنسب تفوق 93 في المائة في القرى، بدل تمرير بلاغات بين الإدارات، وتقييم وإدارة المخاطر في المناطق الجبلية والأنهار والمناطق الساحلية المنبسطة والأراضي الجافة، مع إعداد خرائط للمناطق المهددة تنشر للعموم والعمل على إفراغها ومنع كل تعمير أو تهيئة بها تفادياً للكوارث". كما تمت الدعوة أيضاً إلى "رفع مستوى الوعي لدى عامة الناس والمؤسسات وتعزيز قدرة الساكنة على فهم الكوارث وكل مخاطرها، والخسائر الفادحة التي تسببها وتؤثر على سلامة الأشخاص والمجتمعات، من أجل المساهمة في مواجهتها، بدل استصغارها واقتصار التدخل على التقاط الصور والتباكي بعد حدوث الفاجعة". ويرى الائتلاف أن هناك ضرورة ل"اتباع نهج وقائي أوسع لاستباق مخاطر الكوارث متزايدة الوتيرة للتغير المناخي وتقلباته ببلدنا، الذي تعتبره كل تقارير خبراء المناخ من بين المناطق المهددة أكثر بتصاعد حدة ووتيرة مخاطر الكوارث". وقال الائتلاف إن هذا الوضع "يستلزم التخطيط المسبق للحد منها (الكوارث)، بتسريع وتيرة بلورة مخططات المناخ والحماية من الكوارث الطبيعية بمشاركة كل الفعاليات، وإدماجها في السياسات والخطط والبرامج والميزانيات على جميع المستويات، المحلي والإقليمي والوطني"، بتعبير البيان.