يبدو أنّ المبادرة التي أطلقها مثقفون جزائريون بُغية إعادة ملف فتح الحدود مع الجانب المغربي إلى الواجهة لمْ تُؤت أكلها؛ في وقت تتبّع العديد من المُراقبين للشؤون السياسية التعيينات الجديدة في صفوف الدبلوماسيين الجزائريين، آخرها تعيين ممثل الجزائر بالأمم المتحدة سيفان ميموني، المعرُوف بعلاقاته المُتشنّجة مع المغرب. وسبق أنْ نظّم العشرات من الجزائريين والمغاربة وقفة احتجاجية رمزية، داعين من خلالها إلى التحرّك من أجل حل الملفّ، بعد أنْ بادر الجزائريون إلى تأسيس لجنة حديثة سميت "اللجنة الجزائرية من أجل فتح الحدود البرية الجزائرية المغربية"، مكوّنة من العديد من الفعاليات السياسية والنقابية الجزائرية، والتي خاضت وقفة بالنقطة الحدودية "العقيد لطفي". ولم تشفع هذه المبادرات في تحريك المياه الرّاكدة بين المغرب والجزائر، في حين يقر أغلب المُراقبين بأنّ تعيين عبد العزيز بن علي سفيرا بالمغرب دليل على رغبة الجزائر في إبقاء العلاقات في مستوى مُتشنّج. وفي هذا السياق يرى خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، أنّ "هُناك مسْؤولية تاريخية للمثقف الجزائري في علاقته مع المغرب على مستوى نقطتين أساسيتين؛ أوّلها فتح الحدود البرية بين البلدين، باعتباره مطلبا طبيعيا، ثم دعم المملكة في قضيتها الوطنية، لأنه لا يدعم الأفكار الانفصالية". وأضاف الشيات، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ "المُثقفين المغاربيين لهم مواقف مشرّفة من القضية الوطنية، ويدعمون التكتل والاندماج والتعاون؛ وكلّ هذه النقاط تُعدّ قاسما مُشتركا بين مختلف النخب المثقفة بالجزائر"، مشيرا إلى أنّ هذه الأخيرة "تعي جيّدا أن التغيير الحقيقي للنظام السياسي بالجزائر ينطلق أساسا من تحسين علاقاته مع المغرب". وأورد المُتحدّث ذاته أنّ "عملية التغيير ليست سهلة"، وأن "هناك تحدّيات كبيرة تنتظر الجزائر في هذا الصدد، لاسيما أنّ الحراك الجزائري مبني على قواعد اجتماعية وسياسية، إذ إنّ هناك مطالب لتغيير طبيعة النظام وممارساته". واستنتج الشيات ضمن التصريح ذاته أنّ "النظام الجزائري يعيش انفصاما، ولا يتفاعل مع القضايا والمطالب الآنية للشعب الجزائري"، مضيفا أنّ "الأشخاص المتطلعين للمناصب لا يجدون سبيلا إلى بلوغها سوى ترويج خطابات معادية للوحدة الترابية للمغرب، لكنّ الأصح أن يُعزز البلدان سبل الاندماج والتعاون والتكامل، خاصّة في ظل المشاكل والأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشانها". *صحافية متدربة