يبْدُو أنّ مآسي المُهاجرين السّريين بليبيا أبت أنْ تنتهي، إذ أكّد جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية– فرع طرابلس الليبية أنّ حرس السواحل قد انتشل، أمس، جثث 3 مغاربة، ويتعلّق الأمر برجل وامرأة وطفل، إضافة إلى جثتي سوداني وصومالي، بعد أنْ غرق قارب كان يقلّ مهاجرين سريين في اتجاه السواحل الإيطالية. وبالاستعانة ببعض الصيادين وقاطرة شحن بحرية، ذكر الجهاز أنّه تم إنقاذ 90 مهاجرا غير شرعي؛ من بينهم 4 مغاربة، و56 شخصا من السّودان، و3 أشخاص من مصر، وغيرهم من جنسيات مختلفة، لم تتمكن السّلطات، إلى حدود السّاعة، من التّعرّف على هُوّيتهم. وأضاف المصدر ذاته أنّ عملية البحث عن مزيد من النّاجين والجثث مُستمرّة، فيما لا تزال عمليتي استلام الجثث المُنتشلة وتسليم المهاجرين غير الشرعيين الذين تم إنقاذهم في طور التنسيق بين مُختلف الجهات المسؤولة. وتأتي هذه الحادثة أسابيع قليلة بعد القصف الذي طال مركز الهجرة غير النظامية بتاجرواء، الموجود على بعد 11 كيلومترا من شرق طرابلس، والذي أودى كذلك بحياة 7 مغاربة وخلّف 8 مصابين. وعلى الرّغم من استمرار المعارك والفوضى بليبيا، فإنّ المهاجرين الفارين من إفريقيا أو الشّرق الأوسط ما زالوا يعتبرونها فرصتهم "الثّمينة" من أجل الوصول إلى أوروبا، إلاّ حلم الهجرة وبلوغ "الفردوس الأوروبي" يقود أغلبهم لمسارب موت متعددة. وفي هذا السياق، يرى محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال من أجل حقوق الإنسان، أن "ظاهرة هجرة المغاربة من ليبيا نحو إيطاليا أصبحت مؤرقة بشكل كبير، إذ يذهب ضحية هذه العملية أطفال ونساء، ويلقى مُعظمهم حتفهم هناك، لا سيما في ظل تعرّضهم للعديد من الانتهاكات من طرف بعض المليشيات بطرابلس". وأضاف بنعيسى، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ "أغلب المُهاجرين المغاربة كانوا مُقيمين بليبيا قبل الثورة، إلاّ أنهم لم يستطيعوا العودة إلى بلدهم الأصلي بسبب ظروف الحرب الصعبة"، مضيفا أنّ "هناك فئة أخرى من المغاربة التي تعبر إلى ليبيا من تونس بغرض الوصول إلى السواحل الإيطالية". وشدّد المُتحدّث على "ضرورة تدخّل كل من أفراد المجتمع المدني والإعلام للتحسيس بمخاطر هذه الظاهرة؛ لأن ليبيا منطقة حرب واتجار في البشر، كما تقع بها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وعلى المغرب أن يفتح أبوابه مجدّدا ويُساعد المغاربة من أجل العودة إلى بلدهم الأصلي". *صحفية متدربة