في أوّل تعْليق لها على هدم النصب التّذكاري للهولوكوست، كشفت منظمة "بيكسل هيلبر" تفاصيل عملية هدم المشروع سالف الذكر من لدن سلطات الحوز، أمس الاثنين، بجماعة "أيت فاسكا" القريبة من مراكش؛ وهي عملية أثارت استياء عميقا لدى المُنظّمة الألمانية. وعلى صفحتها الرّسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، طالبت المُنظّمة الألمانية، التي أشرفت على بناء النصب التذكاري، الدّولة المغربية بتعويضها عن الخسائر المادّية "الجسيمة" التي لحقتها إزّاء هذه العملية، مشيرة إلى أنّه "تم تدنيس جميع الأعمال الفنية، بما في ذلك قوس قزح الموضوع في المدخل، كما تم تدمير معدات باهظة الثمن، مثل حامل كاميرا يبلغ طوله 15 مترا". وحسب المُعطيات التي قدّمتها، فإنّ "المُنظّمة تكبّدت خسائر مالية بقيمة 100.000 أورو"، مضيفة أنّ "سلطات الحوز قامت بقطع الماء والكهرباء عن المشروع، وأنها كانت تبلغ السفارة والسلطات المغربية بمشروعها، منذ بداية الأشغال فيه"، قبل أن تستدرك: "للأسف، منذ البداية، لم تبد السلطات أي تعاون معنا". وأضافت "بيكسل هيلبر" أنّ "رئيس الجماعة رفض أيضا الترخيص للمشروع منذ البداية"، مطالبة في هذا الصدد "الجهات المسؤولة بتعويضها عن الضرر الذي لحقها جراء هدم المشروع الذي كلّفها 365 يوما من العمل، وخصصت له 10 مستخدمين". وكانت السلطات المحلية بإقليم الجوز قد بدأت، مساء اليوم الاثنين، في هدم نصب الهولوكوست، بعد أن نفت مصالح وزارة الداخلية منح سلطات الحوز رخصة بإقامة مشروع من لدن مواطن أجنبي، يضم متحفا وعدة مرافق بالإضافة إلى نصب تذكاري للهولوكوست. وأوضح المصدر ذاته، في بلاغ سابق، أن "المصالح المختصة بالإقليم لم تصدر أي ترخيص لإقامة أي مشروع من هذا القبيل، والذي يتطلب إقامته الخضوع للمساطر القانونية، ويستلزم الحصول على التراخيص الإدارية الجاري بها العمل". وفيما يوجد النصب التذكاري الوحيد للهولوكوست في القارة الإفريقية بجنوب إفريقيا، كانت المُنظّمة الألمانية سالفة الذكر تطمح إلى تشييد أكبر نصب تذكاري آخر في مكان يقع على بعد 26 كيلومترا من مراكش، إضافة إلى تأسيس مركز تعليمي لتدريس "أهوال المحرقة"؛ وهو ما أثار جدلا واسعا لدى العديد من النشطاء والحقوقيين الذين اعتبروا أنّ المشروع "احتلال مُبطّن وعملية اختراق خطيرة وغير مسبوقة للأراضي المغربية". *صحافية متدربة