أطلق عدد من سكان مدينة وادي زم، بإقليم خريبكة، حملة واسعة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، واختاروا لها وسم "سبيطار مجرد بناية.. والوادزامي باغي العناية"، من أجل التعبير عن رفضهم للأوضاع التي يعرفها القطاع الصحي بالمدينة، واختاروا يوم غد الخميس موعدا لتنظيم مسيرة احتجاجية من إحدى ساحات المدينة إلى المرفق الصحي. تشخيص الوضع ومناشدة الملك عرفت الحملة "الفيسبوكية" تفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، واصفين المستشفى المحلي محمد الخامس بمدينة وادي زم ب"المقبرة"، فيما شبّه آخرون المرفق الصحي ب"المريض الذي يحتاج الدواء، عوض أن يكون المستشفى فضاء لتقديم العلاجات للمرضى". وعن مشاكل جاء في تعليقات المشاركين في الحملة "النقص الكبير في الأدوية والتجهيزات"، و"قلة الأطقم الطبية والتمريضية"، و"ضعف الخدمات الاستعجالية"، و"المبالغة في إرسال المرضى والحوامل إلى مستشفيات المدن المجاورة"، و"غياب مراكز أو مصالح لتحاقن الدم وتصفية الكلي". وفي الوقت الذي طالب المتفاعلون مع الحملة بضرورة إسراع المسؤولين في إيجاد حلول للمشاكل الصحة بوادي زم، وتأهيل المستشفى بما يليق بالساكنة، وجّه آخرون رسالتهم مباشرة إلى ملك البلاد، من أجل مناشدته التدخل وتوجيه تعليماته إلى من وُكّلت إليهم مسؤولية تأمين الخدمات الصحية للمواطنين. لقاء تشاوري ومسيرة احتجاجية عن سياق الحملة، قال الفاعل الجمعوي زهير برحيل إن "عيد الأضحى وعودة أفراد الجالية إلى مدينة وادي زم خلال الفترة الصيفية الجارية شكّلا مناسبة لتردّد متتبعي الشأن المحلي على المستشفى المحلي محمد الخامس، والوقوف على الأوضاع المتدهور والكارثية التي يعيشها المرفق الصحي". وأوضح المتحدث ذاته أن "قلة الأطر الطبية والتمريضية دفع إلى الاستعانة بعناصر من الهلال الأحمر المغربي، إضافة إلى قلة التجهيزات وضعف النظافة وباقي الخدمات الطبية والإدارية"، مضيفا أن "المستشفى تحول إلى محطة للمرضى، من أجل انتداب سيارة إسعاف بحوالي 400 درهم بهدف نقلهم إلى المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بخريبكة". وأشار زهير إلى أن "شباب المدينة نظموا لقاء حول الوضع الصحي بالمدينة، بحضور أزيد من خمسين شخصا؛ من بينهم عدد من الفاعلين السياسيين والنقابيين والجمعويين، إلى جانب مجموعة من السكان غير المنتمين، حيث قضوا أزيد من 3 ساعات من النقاش وإبداء الآراء حول أشكال الاحتجاج الممكن القيام بها". وختم المتحدث تصريحه لهسبريس بالإشارة إلى أن "المتفاعلين مع الحملة قرروا تنظيم مسيرة سلمية يوم غد الخميس، انطلاقا من ساحة بني سمير، مرورا بساحة الشهداء، وإنهائها بتنظيم وقفة احتجاجية أمام المستشفى المحلي محمد الخامس، من أجل توجيه إشارة إلى المسؤولين بضرورة التحرك وإصلاح ما يمكن إصلاحه". تساؤلات حول الاحتجاج بالمقابل، أكّد مدير المركز الاستشفائي الإقليمي بالنيابة ورئيس قطب الشؤون الإدارية أن "المعنيين بالحملة اختاروا اللجوء مباشرة إلى الاحتجاج، عبر تنظيم مسيرة بشوارع المدينة، عوض التواصل مع مصالح وزارة الصحة على المستويين المحلي والإقليمي، من أجل توضيح ما يصفونها بمشاكل القطاع الصحي بوادي زم، وتباحث السبل الكفيلة بتجاوزها". وأضاف المصدر ذاته أن "مصالح الوزارة تتساءل عن سياق هذا التحرّك، وأين يتجلى تردّي الخدمات الصحية، وما سبب اختيار هذا التوقيت بالضبط للاحتجاج"، مذكّرا بأن "الاحتجاج سيتزامن مع زيارة من المقرر أن يقوم بها وزير الصحة يوم الجمعة إلى جهة بني ملالخنيفرة من جهة، وإدراج مستشفى وادي زم ضمن برنامج لتأهيل المستشفيات من جهة ثانية"، مضيفا بالقول إن "قراءتي الشخصية للموضوع تتمثل في رغبة البعض في الركوب على الأحداث". وشدّد المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، على أن "خبر الاحتجاج بلغ إلى علم المسؤولين عن تدبير الشأن الصحي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ في حين كان من المفروض أن يتواصل المعنيون بالاحتجاج مع مصالح الوزارة التي تبدي دائما استعدادها للحوار وشرح الأوضاع والإكراهات التي تواجهها، مع تحملها المسؤولية في إصلاح كل ما يمكن إصلاحه".