وجه سكان دواوير تابعة لجماعة الزراردة بإقليم تازة شكايةً إلى المدير الإقليمي لوزارة الفلاحة بتازة بعدما وقفوا على فشل جزء من مشروع ضخم لغرس أشجار الزيتون في أراضيهم. وجاء في الشكاية، التي تتوفر عليها هسبريس، أن "ساكنة دواوير بوخالد ولرياب ولوطا استبشرت بالمشاريع التي تنجزها مندوبية الفلاحة بجماعة الزراردة، من بينها فك العزلة وتنمية سلاسل الإنتاج الفلاحي". غير أن السكان أشاروا إلى أن مشروع غرس الزيتون بالمنطقة شابته "خروقات وتجاوزات كثيرة". وذكرت المراسلة بعضاً مما وصفته ب"الخروقات"، من بينها عدم غرس بعض البقع المدرجة في لوائح المشروع الممتدة على مئات الهكتارات، إضافة إلى كون أغلب الحفر المعدة لغرس الشتلات لا يتعدى عمقها 40 سنتيمتراً في أحسن الحالات. واشتكى سكان هذه الدواوير أيضاً "من عدم غرس الشتلات في الوقت المحدد وتأخيرها لشهر ماي، وهو ما أثر سلباً على نموها نظراً للظروف المناخية الصعبة أثناء فصل الصيف بسبب ارتفاع درجة الحرارة وشح المياه". كما تحدثت الشكاية عن "عدم تقديم العناية الكافية للشتلات المغروسة سلفاً واستعمال شتلات ميتة أو غير جيدة، ناهيك عن عدم استعمال السماد العضوي بالشكل الكافي"، إضافة إلى "المعاملة السيئة التي تلقاها أبناء المنطقة على يد المقاول، متمثلة في التماطل في أداء الأجور وهزالتها". وطالب السكان المديرية الإقليمية للفلاحة بالتدخل الفوري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا المشروع، خصوصاً أنهم أصبحوا اليوم أمام واقع يمنعهم من استغلال الأراضي التي شملها المشروع وفشله من جهة أخرى. من جهته، قال عبد الحميد بنعلي، المدير الإقليمي للفلاحة بتازة، إن المشروع يمتد على ثلاث سنوات ولا يزال في بدايته، مشيراً إلى أن الجمعية الحاملة للمشروع "تعرف بعض المشاكل يريد أصحابها إقحام الإدارة فيها". وأشار المسؤول الإقليمي، في تصريح لهسبريس، إلى أن نسبة الشتلات الميتة تناهز حوالي 20 في المائة. وأضاف قائلاً: "الأمر يتعلق بالغرس، ويمكن أن تموت الشتلات بسبب الظروف المناخية، لكن العمل لا يزال في بدايته، وبقيت أكثر من 18 شهرا أمام المقاول المكلف". وتحدث عدد من الفاعلين الجمعويين بالمنطقة إلى هسبريس، وذكروا بأن "شكاياتهم لم تلق تفاعلاً كما يجب من قبل السلطات الإقليمية المعنية، وهو ما فاقم معاناة سكان يعانون الفقر والتهميش، ويراهنون كثيراً على أراضيهم لكسب عيشهم".