تشهد العديد من ملاعب القرب، التي سبق لمجلس مدينة الدارالبيضاء تشييدها في المقاطعات ال16، فوضى في التدبير والتسيير، ناهيك على تحكم بعض "البلطجية" فيها، في غياب لمسؤولي المقاطعات عنها. وأضحت بعض الملاعب، التي تعود ملكيتها إلى المقاطعات بعدما شيدها المجلس الجماعي، تعرف استهتارا وتحكم أشخاص من غير الموظفين، والذين يفرضون مقابلا ماديا على الشباب وكل الراغبين في ممارسة كرة القدم بداخلها. وعبّر العديد من المواطنين والفاعلين الجمعويين عن امتعاضهم من تحكم هؤلاء الأشخاص ومنهم من كانوا على خلاف مع القانون في هذه الملاعب، في الوقت الذي كان يفترض فيه أن تقوم المقاطعات بتعيين موظفين تابعين لها للسهر على تنظيم الولوج إليها حفاظا على هذه الممتلكات. ولفت هؤلاء المواطنون والفاعلون الجمعويون، في تصريحات متطابقة للجريدة، إلى أن المقاطعات "لم تترك الشباب يمارس هواية لعب كرة القدم بشكل مجاني، ولَم تقم بتعيين موظفين يسهرون عليها، ما يعد استهتارا بالمال العام"، مطالبين السلطات بالتدخل لوضع حد لحالة التسيب والاستغلال الانتخابوي لهذه الملاعب من طرف بعض المنتخبين. وأشار بعض الأعضاء بمقاطعات الحي المحمدي وعين السبع والصخور السوداء إلى أن "بعض الفرق، على غرار نادي الاتحاد البيضاوي المعروف ب'الطاس' التي تقوم بتكوين الأطفال في كرة القدم لا تتوفر على ملاعب لتدريبهم، وبالتالي كان الأجدر منحها لهم وتشجيعهم على تأطير هذه البراعم عِوَض تركها تدبر بهذه الطريقة العشوائية". وفِي السياق نفسه، تحدث بعض الأعضاء في فرق رياضية عن كون ملاعب شيّدها مجلس عمالة الدارالبيضاء، على غرار 'ملعب كوزيمار' وملحق العربي الزاولي، باتت تستغلها بعض الجمعيات؛ في حين يمنع ناديا "الراك" والاتحاد البيضاوي من ذلك. وكان فرض مقابل مالي من قبل بعض الجمعيات التي تقوم بتدبير ملاعب للقرب قد أثار امتعاض السلطات بالدارالبيضاء، التي وجهت تعليمات صارمة إليها، داعية إياها إلى الالتزام بالمجانية وليس فرض مبالغ مالية باهظة على المستفيدين منها. ورفض حسن بنخي، عامل عين السبع الحي المحمدي، في لقاء حضرته العديد من الجمعيات حول المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، استغلال بعض الجمعيات لملاعب القرب واستخلاص مبالغ مالية مقابل السماح للشباب وغيرهم بولوجها.