تحولت ملاعب القرب المتواجدة بعدد من مقاطعات العاصمة الاقتصادية إلى وسيلة للدخل لبعض "البلطجية" والمجهولين الذين يتحكمون فيها ويسيطرون عليها بدل جمعيات المجتمع المدني، حيث يفرضون مبالغ مالية كبيرة على الشباب مقابل السماح لهم بالولوج للعب مباراة في كرة القدم. وأكد عبد المالك الكحيلي، نائب عمدة الدارالبيضاء المكلف بالشؤون الثقافية والرياضية، أنه جرى توقيف مجموعة من الأشخاص المجهولين مدججين بالسيوف كانوا قد احتلوا ملعب "ياسمينة" للقرب وشرعوا في كرائه للفرق الرياضية بمبلغ مائة درهم للساعة. وأوضح الكحيلي، الذي يشغل في الوقت نفسه رئيسا لمقاطعة عين الشق، أن هؤلاء الغرباء جرى توقيفهم وإحالتهم على السلطات الأمنية، مشيرا إلى أنه سبق وأن تمت مراسلة مختلف السلطات في الموضوع بعدما تم تسجيل وجود شخص مجهول يستخلص مبالغ مالية من الشباب مقابل السماح لهم باللعب بهذه الملاعب. وعبر عدد من الأعضاء في مقاطعات الدارالبيضاء عن تذمرهم من الوضعية التي تعيشها ملاعب القرب، المتجلية في تحكم مجموعة من الأشخاص الغرباء ومن كانوا على خلاف مع القانون فيها، في الوقت الذي كان من المفروض أن تقوم المقاطعات بتعيين موظفين تابعين لها للسهر على تنظيم الولوج إلى هذه الفضاءات الرياضية حفاظا عليها وعلى تجهيزاتها. وسبق أن أثار منتخبو مقاطعة عين الشق هذا الأمر، حيث شددوا على وجوب بقاء ملاعب القرب هاته تحت تسيير المجلس وألا يتم تفويتها إلى أي جهة، لا سيما وأن العديد من الفرق الرياضية المحلية لا تجد فضاءات للتمرن. وكان مواطنون وفاعلون جمعويون أكدوا، في تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس، أن "المقاطعات لم تترك الشباب يمارس هواية لعب كرة القدم بشكل مجاني، ولَم تقم بتعيين موظفين يسهرون عليها، ما يعد استهتارا بالمال العام"، وطالبوا السلطات بالتدخل لوضع حد لحالة التسيب والاستغلال الانتخابوي لهذه الملاعب من طرف بعض المنتخبين. وخلّف فرض مقابل مالي من قبل بعض الجمعيات التي تقوم بتدبير ملاعب للقرب امتعاض السلطات بالدارالبيضاء، التي وجهت تعليمات صارمة إليها، داعية إياها إلى الالتزام بالمجانية. ورفض حسن بنخي، عامل عين السبع الحي المحمدي، في لقاء حضرته العديد من الجمعيات حول المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، استغلال بعض الجمعيات لملاعب القرب واستخلاص مبالغ مالية مقابل السماح للشباب وغيرهم بولوجها.