لم تخْلُ أجواء صلاة عيد الأضحى، التي أداها الملك محمد السادس صباح الاثنين، وما تلاها من طقوس في مسجد الحسن الثاني بمدينة تطوان، من مشاهد طريفة وعفوية، منها مشهد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، يتثاءب أكثر من مرة وهو جالس بجانب العاهل المغربي. وفاجأت كاميرا القناة التلفزية الأولى العثماني وهو يتثاءب فاتحا فاه، قبل أن "يقمع" تثاؤبه بتغطية فمه سريعا، خاصة أنه كان يجاور الملك أثناء صلاة العيد والخطبة التي تلتها، كما شوهد رئيس الحكومة وهو يصلي بالسدل، بخلاف ما دأب عليه سلفه عبد الإله بنكيران الذي كان يصلي بجانب الملك قابضا. وعلق متابعون ظرفاء على تثاؤب العثماني بأن سببه في الغالب هو الشعور بثقل ما ينتظره في مهمته الحكومية، خاصة أنه مقبل على إجراء تعديل حكومي تنفيذا لتوجيهات الملك في خطاب العرش، حيث دعا إلى تجديد دماء الحكومة بوزراء أكفاء وذوي خبرة. وأفاد آخرون بأن تثاؤب رئيس الحكومة المتكرر رغم مجاورته للملك في الصلاة والإنصات إلى الخطبة يعود إلى التعب الذي لحقه جراء السفر، حيث كان مطلوبا منه ومن باقي فريقه الحكومي أن يقطعوا المسافة من الرباط إلى تطوان على عجل، ليحضروا صلاة الملك في العيد. وعلق البعض بأن تثاؤب العثماني يعود إلى الشعور بالقلق في خضم المشاكل التي تعاني منها الأغلبية الحكومية، والضغوطات التي يتعرض لها، سواء داخل الحكومة في مواجهة بعض مكوناتها، أو داخل حزب العدالة والتنمية، خاصة ما أثاره تصويت "الإخوان" في موضوع القانون الإطار للتعليم، وما تبعه من رجة كبيرة وسط الحزب. واستبعد آخرون أن يكون "الملل" هو السبب في التثاؤب المتكرر لرئيس الحكومة، باعتبار أنه شعور يؤدي علميا إلى التثاؤب، خاصة أنه يجاور العاهل المغربي، وهو ما يتطلب ذهنا متقدا وحضورا كاملا، في الوقت الذي أورد البعض أن "التثاؤب عمل غير إرادي" ولا دخل للسياسة فيه. من جهة أخرى، التقط المشاهدون الذين تابعوا لحظة نحر الملك للأضحية كيف أن بعض الدماء لطخت يده قبل أن يحرص على مسحها وينتظر خطيب المسجد ليقوم بدوره بالنحر، حيث أمسك الإمام الشاب بالسكين، وأصر على التمسك به بهدف إتمام النحر، وتقطيع أوداج "الخروف الملكي".