يردد الكثير من المغاربة مقولة "يوم صومكم يوم نحركم" على أنها حديث نبوي يفيد بأن غرة شهر رمضان توافق دائما يوم حلول عيد الأضحى، ومن ثم إذا ما لم يتوافق التاريخان، فإن الشك يتجه نحو صحة ثبوت رؤية هلال شهر ذي الحجة أو شهر رمضان. وللتذكير، فقد حل شهر الصيام هذا العام بالمغرب يوم الثلاثاء 7 ماي 2019 بالرؤية الصحيحة المعتمدة، بينما حل ببعض بلدان العالم الإسلامي قبلنا (يوم الاثنين 6 ماي)، فيما عيد الأضحى سيحل بالمملكة المغربية إن شاء الله: إما يوم الأحد 11 غشت إن ثبتت رؤية الهلال مساء يوم غد الخميس 1 غشت 2019 لكون الرؤية ممكنة بعسر في المناطق الجنوبية عندنا، أو يوم الاثنين على الأغلب 12 غشت، أما معظم البلدان العربية والإسلامية فستعلن الاثنين 12 غشت يوم العيد. وبالتالي، يقول من يعتمد على مقولة "يوم صومكم يوم نحركم" إن المفترض أن يكون عيد الأضحى بالمغرب يوم الثلاثاء وبغيره يوم الاثنين. وتوضيحا لمقولة "يوم صومكم يوم نحركم" فليست حديثا نبويا، ولا أثرَ لها في كتب الحديث، وهي من حديث الكذابين ولا أصل لها عند أهل العلم، فيكاد يجمع علماء المسلمين على أن ما يُروى عن النبي ﷺ أنه قال "يوم صومكم يوم نحركم"، أي إن يوم أول رمضان الذي لا يوافق يوم الأضحى يدل على عدم صحة رؤية أحدهما، إنما هو حديث مكذوب ولا أصل له في دواوين السنة من صحاح وسنن ومسانيد ومعاجم وغيرها". ويقول علماء الحديث إن قول "يوم صومكم نهار نحركم" لا يوجد له ذكر سوى في كتب الموضوعات، ولا تصح نسبته إلى النبي ﷺ، فقال بعضهم إن هذا الحديث "لا أصل له"، وقال آخرون "هذا من حديث الكذابين"، باعتبار أن دخول الشهر يحدده أمران لا ثالث لهما: رؤية الهلال، أو إتمام العدة ثلاثين. والمقولة إنما هي قاعدة حسابية بسيطة تعتمد على المدة الزمنية بين أول أيام رمضان وعيد الأضحى: فحساب العلامة الذي هو أصلها مبني على الشهر الزوجي والفردي؛ فلا تجتمع أكثر من ثلاثة أشهر ناقصة غالبا، فإذا كان مجموع الشهور الثلاثة مع 10 أيام من ذي الحجة هو 99 يوما، حينئذ يتوافق يوم الأضحى مع يوم الصوم؛ فالقاعدة تتمثل في طرح يوم واحد، وهو عيد الأضحى، من 99 يوما، فيبقى 98 يوما وهو من مضاعفات العدد 7، وإذا تم قسمها على 14 أسبوعا، تساوي العدد نفسه 98. فمثلا، عام 1428 هجرية، الجمعة أول أيام رمضان وعدته 29 يوما، وشوال عدته 30 وكذا ذو القعدة، فيجتمع عندنا 99 يوما نطرح منها يوما واحدا فيبقى 98 وهو من مضاعفات 7، فيكون يوم العيد هو يوم الصيام، وتصح القاعدة. وخلاف القاعدة، حالة هذا العام الجاري، حيث كان الثلاثاء أول أيام رمضان، وعدته 29 يوما عندنا وعند غيرنا، وشوال عدته 29 يوما، وذو القعدة عدته 29 أو 30 يوما، فيجتمع لدينا 97 يوما أو 98 يوما، فإذا طرحنا منها يوما واحدا بقي 96/أو 97، وكلاهما ليسا من مضاعفات 7، فتختل القاعدة، ويكون وقت عيد الأضحى قبل يوم الصيام بيوم أو يومين. وسيقع هذا أيضا عند أهل الشرق إن قدر إعلانهم عن أول ذي الحجة–وهذا هو المتوقع-يوم الجمعة، وسيحل عندهم عيد الأضحى يوم الأحد مخالفا القاعدة لكونهم صاموا يوم الاثنين. مسألة أخرى تتمثل في أنه من الممكن أن تتوالى ثلاثة أشهر كاملة لتكون القاعدة هي "ثاني أيام صومكم يوم نحركم"، وهذا يقع قليلا. والله أعلم.