قال العدل المحلف هشام العيساوي إن مقولة "يوم صومكم يوم نحركم" لن تتحقق هذا العام أيضا؛ "ففاتح شهر رمضان المبارك هو يوم الخميس المقبل، حيث ستكون رؤية الهلال واضحة وبينة مغرب يوم الأربعاء". وعزا المتحدث ذلك إلى أن الهلال "سيولد يوم الثلاثاء على الساعة 11 و48 دقيقة صباحا، وعمره مغرب يوم التحري الأربعاء 29 شعبان سيكون قد تجاوز 31 ساعة، في حين أن أول أيام عيد الأضحى المبارك هو يوم الأربعاء 22 غشت". واعتبر خريج دار الحديث الحسنية أن حجة للمشككين في رؤية المغرب على الدوام تسقط بهذا؛ "لأن أول أيام شهر رمضان بالمملكة العربية السعودية أيضا هو يوم الخميس المقبل". ولفت العيساوي الانتباه إلى أن بعض العامة "يعملون في كل مناسبة على الطعن والتشكيك في رؤية المغرب، وخاصة في صحة ثبوت رؤية هلال شهر رمضان وشهر ذي الحجة، ويستدلون بأثر موضوع لا يصح ويكثر نقله وروايته، وهو "يوم صومكم يوم نحركم"، وأن دخول رمضان (الخميس) ليس موافقا ليوم الأضحى (الأربعاء)". وختم العيساوي بأن رؤية المغرب على الدوام "من أصح وأدق وأثبت الرؤى على صعيد العالم الإسلامي وتزكيها دائما النتائج الحسابية الدقيقة والمضبوطة". بدوره أوضح عبد العزيز خربوش الإفراني، مؤقت باحث في علم الفلك وعضو الجمعية الفلكية بأكادير، أن مقولة "يوم صومكم يوم نحركم" ليست حديثا نبويا، ولا أثر لها في كتب الحديث، وهي من حديث الكذابين ولا أصل لها عند أهل العلم الشرعي". وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح سابق لهسبريس، "يكاد يجمع علماء المسلمين على أن ما يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "يوم صومكم يوم نحركم"، أي أن يوم أول رمضان الذي لا يوافق يوم الأضحى، ما يدل على عدم صحة رؤية أحدهما، إنما هو حديث مكذوب ولا أصل له في دواوين السنة من صحاح وسنن ومسانيد ومعاجم وغيرها". ويقول علماء الحديث إن قول "يوم صومك نهار نحركم" لا يوجد له ذكر سوى في كتب الموضوعات، ولا تصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم إن هذا الحديث "لا أصل له"، وقال آخرون "هذا من حديث الكذابين"، باعتبار أن دخول الشهر يحدده أمران لا ثالث لهما: رؤية الهلال، أو إتمام العدة ثلاثين. وأشار خربوش إلى مسألة أخرى تتمثل في أنه "من الممكن أن تتوالى ثلاثة أشهر كاملة لتكون القاعدة هي "ثاني أيام صومكم يوم نحركم"، وهذا يقع قليلا"، مضيفا أن "من قال إن قاعدة "يوم صومكم يوم نحركم" لها نسبة صحة 94 في المائة، فهذا بحساب العلامة الذي يعتمد على الزوجي والفردي، لا بحساب الرؤية الذي يعتمد على الرؤية البصرية التي هي الأصل في إثبات الشهور".