يردد العديد من المواطنين المغاربة مقولة "يوم صومكم يوم نحركم"، على أنها حديث نبوي يفيد بأن غرة شهر رمضان توافق يوم حلول عيد الأضحى. ومن ثم، إذا ما لم يتوافق التاريخان، فإن الشك يتجه نحو صحة ثبوت رؤية هلال شهر ذي الحجة أو شهر رمضان المبارك. وحل شهر الصيام هذا العام بالمغرب يوم الثلاثاء 7 يونيو الماضي، بينما أغلب بلدان العالم الإسلامي أعلنت غرة رمضان يوم الاثنين 6 يونيو، فيما عيد الأضحى يحل بالمملكة ومعظم البلدان العربية والإسلامية الاثنين ال12 من شتنبر الجاري، وبالتالي يقول من يعتمد على مقولة "يوم صومكم يوم نحركم" إن المفترض أن يكون أول رمضان بالمغرب يوم الاثنين 6 يونيو. عبد العزيز خربوش الإفراني، مؤقت باحث في علم الفلك وعضو الجمعية الفلكية بأكادير، يوضح أن "مقولة "يوم صومكم يوم نحركم" ليس حديثا نبويا، ولا أثر له في كتب الحديث، وهو من حديث الكذابين ولا أصل له عند أهل العلم الشرعي". وأضاف المتحدث ذاته، ضمن تصريحات لجريدة هسبريس، "يكاد يجمع علماء المسلمين على أن ما يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "يوم صومكم يوم نحركم"، أي أن يوم أول رمضان الذي لا يوافق يوم الأضحى، ما يدل على عدم صحة رؤية أحدهما، إنما هو حديث مكذوب ولا أصل له في دواوين السنة من صحاح وسنن ومسانيد ومعاجم وغيرها". ويقول علماء الحديث إن قول "يوم صومك نهار نحركم" لا يوجد له ذكر سوى في كتب الموضوعات، ولا تصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم إن هذا الحديث "لا أصل له"، وقال آخرون "هذا من حديث الكذابين"، باعتبار أن دخول الشهر يحدده أمران لا ثالث لهما: رؤية الهلال، أو إتمام العدة ثلاثين. وأفاد خربوش بأن "هذه قاعدة حسابية تعتمد على المدة الزمنية بين أول أيام رمضان وعيد الأضحى"، موضحا أن "حساب العلامة الذي هو الأصل، مبني على الزوجي والفردي؛ فلا تجتمع أكثر من ثلاثة أشهر ناقصة غالبا، فإذا كان مجموع الشهور الثلاثة مع 10 أيام من ذي الحجة هو 99، حينئذ يتوافق يوم الأضحى مع يوم الصوم". وأردف الخبير الفلكي "القاعدة تتمثل في طرح يوم واحد، وهو عيد الأضحى، من 99، فيبقى 98 يوما وهو من مضاعفات العدد 7، وإذا تم حسابها على 14 أسبوعا، تساوي العدد نفسه 98، فمثلا عام 1428 هجرية، الجمعة أول أيام رمضان وعدته 29 يوما، وشوال عدته 30 وكذا ذو القعدة، فيجتمع عندنا 99 يوما نطرح منها يوما واحدا فيبقى 98 وهو من مضاعفات 7، فيكون يوم العيد هو يوم الصيام، وتصح القاعدة. و"خلاف القاعدة، يضيف خربوش، حالة هذا العام الجاري، حيث كان الثلاثاء أول أيام رمضان، وعدته 29 يوما، وشوال عدته 30 يوما، وذو القعدة عدته 29 يوما، فيجتمع لدينا 98 يوما، فإذا طرحنا منها يوما واحدا، بقي 97، وهو ليس من مضاعفات 7، فتختل القاعدة، ويكون الأضحى يوما قبل يوم الصيام". وأشار خربوش إلى مسألة أخرى تتمثل في أنه "من الممكن أن تتوالى ثلاثة أشهر كاملة لتكون القاعدة هي "ثاني أيام صومكم يوم نحركم"، وهذا يقع قليلا"، مضيفا أن "من قال إن قاعدة "يوم صومكم يوم نحركم" لها نسبة صحة 94 في المائة، فهذا بحساب العلامة الذي يعتمد على الزوجي والفردي، لا بحساب الرؤية الذي يعتمد على الرؤية البصرية التي هي الأصل في إثبات الشهور".