دقّت فعاليات مدنية بواحة تغجيجت، نواحي كلميم، ناقوس خطر يهدد الواحة ب"الزوال والاندثار"، بعد إعطاء انطلاقة إنجاز مشروع لمعالجة المياه العادمة جوار الواحة. وبحسب الإفادات التي توصلت بها هسبريس من أحد الفاعلين في واحة تغجيجت، فإنّ مشروع معالجة المياه العادمة الذي أعطيت انطلاقة أشغاله بمناسبة الاحتفال بعيد العرش، "لم يحظَ بقبول سكان المنطقة الذين قاموا بمراسلة السلطات المحلية، لكن لم يبْدر منها أي تفاعل". وبحسب المصدر ذاته، فإن سبب معارضة واحة تغجيجت لإنشاء محطة لمعالجة المياه العادمة في المنطقة، هو أنّ المحطة التي ستُنجز في إطار مشروع مشترك بين المكتب الوطني للماء والكهرباء وجماعة تغجيجت، "لم تُراع مصلحة السكان، ولم تراعِ حماية بيئتهم"، وفق تعبيره. وإضافة إلى التأثيرات السلبية المحتملة على البيئة، يتخوّف سكان واحة تغجيجت من أن تنغّص عليهم محطة معالجة المياه العادمة المزمع إحداثها حياتهم، حيث أفاد الفاعل المدني الذي تحدث إلى هسبريس بأنّ المنطقة التي ستُنشأ بها المحطة "تأتي منها التيارات الهوائية التي تهبّ على المناطق الآهلة بالسكان". وعبرت فعاليات مدنية بواحة تغجيجت، في نداء موجه إلى السلطات المعنية، عن رفضها لإقامة محطة لمعالجة المياه العادمة، التي ستُنجز بغلاف مالي قيمته 66 مليون درهم، معتبرة أنّ هذا المشروع "سيجعل واحة تغجيجت محاصرة داخل بركة آسنة وتتعايش مع العفن وروائح كريهة ومُعكّرة لصفو الهواء النقي الذي تمتاز به الواحات". وذهبت الفعاليات ذاتها إلى وصف إنشاء محطة لمعالجة المياه العادمة بمحاذاة واحة تغجيجت ب"الجريمة البيئية متكاملة الأركان"، مشيرة إلى أن هناك بدائل متنوعة يمكن اللجوء إليها، بما يحفظ سلامة البيئة، "بدل إقامة صهاريج مميتة لمُحاصَرة الواحة بمخلفات مياه التطهير السائل". ونبه الموقعون على النداء إلى أنّ واحة النخيل بتغجيجت تعد موروثا طبيعيا ذا بُعد بيئي وجمالي وتاريخي وحضاري، وفضاء ذا قيمة بيئية كبيرة، وموْرد رزق غالبيّة الأسر بالمنطقة، وحذروا من أنّ إنشاء محطة لتصفية المياه العادمة بجوارها "يجعلها اليوم مُهدّدة بالزوال والاندثار".