بعد توقف اضطراري دام ستّ سنوات، عاد مهرجان بني عمار زرهون "فيستي باز"، المعروف بمهرجان الحمار، والمنظم بقصبة بني عمار، نواحي مدينة زرهون، إلى الساحة، إذ انطلقت فعاليات دورته الثالثة عشرة أمس الجمعة، وتستمر إلى غاية الأحد. وعلى غرار السنوات الماضية، افتتح مهرجان الحمار، وهو الأول من نوعه في المغرب، باستعراض للفرقة المحلية للطائفة العيساوية، تخللته طقوس الحضرة المميزة لأداء هذه الفرقة، وجاب مختلف الحارات والأزقة لقصبة بني عمار. وانخرط عشرات الشبان والأطفال الذين رافقوا استعراض الطائفة العيساوية في "الجدبة" على إيقاعات المزامير والطبول والدفوف، متحلقين حول أعضاء الطائفة المتدثرين باللباس الأبيض، حافيي الأقدام، امتثالا للطقوس العيساوية. وتميز اليوم الأول من المهرجان بتكريم قيدوم مجموعة ناس الغيوان، الفنان عمر السيد، في سهرة خاصة نظمت في قصبة بني عمار، أحيتها مجموعة جيال الغيوان الرقراق. عمر السيد، الذي ربطته علاقة مع مهرجان "فيستي باز" الذي يحتفي بالحمار، إذ أحيى، رفقة أعضاء مجموعة ناس الغيوان، سهرة فنية في ثاني دورة للمهرجان سنة 2002، نوه بفكرة هذا الملتقى، الذي اعتبره رائعا جدا. وقال عمر السيد في تصريح لهسبريس عقب تكريمه: "هذا الملتقى يضج بالأحاسيس، وهو غير طبيعي"، منوها بالجهود التي يبذلها القائمون على المهرجان لإنجاحه، ومعبرا عن سعادته بتكريمه فيه. محمد بلمو، رئيس جمعية إقلاع للتنمية المتكاملة مدير مهرجان "فيستي باز"، قال في كلمة مقتضبة بمناسبة تكريم عمر السيد إن "سبب اختيار قيدوم مجموعة ناس الغيوان هو أنه رحّب بالمشاركة في الدورة الثانية بدون تردد، وأيضا لكونه من أوائل المدافعين عن الحمار". من جهة ثانية، أوضح بلمو، في تصريح لهسبريس، أن السبب الذي جعل مهرجان "فيستي باز" يتوقف منذ سنة 2013 هو "هزالة الدعم، وعدم كفايته لتنظيم المهرجان، رغم فكرته الفريدة، فضلا عن غياب التجهيزات التحتية في قصبة بني عمار". وأردف بلمو بأن من أسباب توقف "مهرجان الحمار"، الذي ينظم هذه السنة تحت شعار "وفي وخدوم فأنصفوه"، أن الجهة المنظمة أرادت أن تقوم بوقفة تأمل من أجل استخلاص العبر من الدورات السابقة، وجعل المهرجان رافعة للاقتصاد الاجتماعي المحلي. واستطرد المتحدث ذاته بأن الجهة المنظمة لمهرجان "فيستي باز" بلورت تصورا جديدا يروم جعل المهرجان قاطرة لتحقيق مشروع تنموي متكامل، يستهدف تثمين المنتجات الطبيعية المحلية التي تزخر بها المنطقة المعروفة بخصوبة أراضيها، وكذلك الصناعة التقليدية، من أجل رد الاعتبار إليها، خاصة أن أنواعا منها تسير نحو الانقراض، وكذلك التراث اللا مادي، الذي ينحسر بدوره رويدا رويدا. بلمو أوضح أن مهرجان "فيستي باز" لا يروم فقط إعادة الاعتبار إلى الحمار، باعتباره حيوانا خدوما ووفيا للإنسان، بل يروم أيضا جعله من رافعات التنمية في قصبة بني عمار، عبر إنشاء مركب سيتخصص في تربية وترويض الحمير، واستثمار منتجات السكان من حليب الحمير ومشتقاته، وفي مقدمتها الجبن، الذي يباع بسعر مرتفع جدا، ما سيمكن من توفير فرص شغل جديدة لأبناء المنطقة، وتعزيز العرض السياحي بها.