قال باحثون من الولاياتالمتحدة إنهم رصدوا نجمين قزمين محترقين يندفعان بقوة وبتقارب لصيق بين بعضهما البعض. وأوضح الباحثون أن القزمين الأبيضين يدوران حول بعضهما البعض على مسافة قرابة سبع دقائق فقط، وبشكل لصيق لدرجة تجعل هذا النظام النجمي المزدوج قادرا على إيجاد مساحة له بشكل كامل في كوكب زحل الغازي، ثاني أكبر كواكب مجموعتنا الشمسية. قال مكتشفو النظام النجمي المزدوج، تحت إشراف كيفين بوردج، من معهد كاليفورنيا للتقنية، إن هذا النظام النجمي القزمي مرشح واعد لإصدار موجات جاذبية. النجوم القزمية البيضاء هي بقايا نجوم محترقة. ويقول العلماء إن شمسنا ستصبح ذات يوم هي الأخرى نجما قزميا أبيض. عندما يوشك وقود نجم غير كبير على النفاد، ينتفخ أولا كنجم أحمر عملاق، ليتهادى في النهاية على شكل بقايا نجم ساخن مضغوط لم يعد قادرا على القيام بالاندماج النووي، بل ينطفئ ببطء وعبر مليارات السنين. في مثل هذا النجم الأبيض تصبح كتلة شمسنا عادة مضغوطة في كرة بحجم الأرض تقريبا. يتوقع علماء الفلك أن تصدر عن الأنظمة النجمية المتلاصقة المكونة من نجوم قزمية موجات جاذبية، يمكن رصدها، على الأقل، من خلال الجيل القادم من الكشافات الفلكية، مثل مرصد ليزا الفضائي الذي تخطط وكالة الفضاء الأوروبية لإنشائه و ينتظر له أن يعمل بأشعة الليزر. كلما كانت كتل النجوم أكبر وكانت حركتها أسرع، كلما كانت موجات الجاذبية الصادرة عنها أعلى. التفت الباحثون إلى هذا النظام النجمي لأنه يغير درجة سطوعه كل 91ر6 دقيقة ، "وعندما يمر نجم أكثر عتمة أمام نجم آخر أكثر سطوعا فإنه يمنع الجزء الأكبر من ضوء النجم الأكثر سطوعا" حسبما أوضح بوردج، في بيان عن مرصد كيت بيك في توكسون، حيث تم اكتشاف النظام النجمي. أضاف بوردج: "يؤدي ذلك إلى نموذج متكرر من الوميض كل سبع دقائق". أوضح بوردج أن هذا النجم المزدوج هو أسرع نجم متغير المواراة يعرفه الخبراء المعنيون حتى الآن. يفقد النجمان الأبيضان قدرا من طاقتهما بشكل مستمر خلال حركتهما المتلاصقة، وذلك بسبب موجات الجذب التي يصدرانها، مما يجعلهما يتقاربان من بعضهما بشكل مستمر، وهو تأثير يتوقع العلماء المعنيون أن يصبحوا قادرين على رصده خلال بضعة سنوات. استطاع الباحثون بالفعل تأكيد وجود هذه الظاهرة ، اعتمادا على بيانات أرشيفية من السنوات العشر الماضية . ورغم أن النظام ظل مجهولا ضمن هذه البيانات، إلا أن رصده أصبح ممكنا لاحقا. *د.ب.أ