خرج العشرات من ساكنة جماعة أنجيل بإقليم بولمان، الثلاثاء، في مسيرة قادتهم إلى مقر جماعتهم الترابية للاحتجاج على ما وصفوه ب"مذاق غير طبيعي للماء الصالح للشرب الذي تتزود به الجماعة منذ شهور". المحتجون رفعوا شعارات مطالبة بإيجاد حل سريع لمشكل ثلوث الماء الشروب، معتبرين أن استمرار التماطل يشكل خطرا على حياتهم، محملين المسؤولية للمكتب الوطني للماء الصالح للشروب في حالة تسجيل مشاكل صحية، خاصة لدى كبار السن والأطفال الصغار. مصطفى أمنزو، فاعل جمعوي بأنجيل واحد من المشاركين في هذه المسيرة، قال إن "الساكنة لم تعد قادرة على الصبر، خصوصا أن مذاق الماء الشروب تغيير 100 في المائة"، مشيرا إلى أن "المطمورات" الخاصة بالمياه العادمة هي سبب تلوث الماء الشروب، خصوصا أن أنجيل غير مجهزة بقنوات الصرف الصحي، مما يهدد الفرشة المائة وصحة الإنسان. وشدد المتحدث ذاته، في اتصال بجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن البئر الوحيد الذي يمد ساكنة أنجيل حاليا بالماء الصالح للشرب، لا يبعد عن مطمورة جماعية سوى ب 15 مترا، مشيرا إلى أن "مياه المطمورة تتسرب إلى البئر وتلوث مياهه"، موردا أن "هناك آبار تابعة لبعض الجمعيات والجماعة تم تجهيزها في وقت سابق بالتجهيزات المتعلقة بالربط يمكن استغلالها لتجاوز الأزمة"، بتعبيره. ولفت الجمعوي ذاته إلى أن زوار الجماعة يعانون من هذا المشكل، مما أدى إلى نفورهم من المنطقة، خصوصا أن رائحة المياه الكريهة جعلت من المنطقة نقطة سوداء، مشيرا إلى أن الأسر بدأت تقتني المياه المعدنية لأطفالها الصغار خوفا على صحتهم. من جهته، طالب أحمد عبد الرحمان، أحد المتظاهرين، مصالح المكتب الوطني للماء الشروب والجماعة والعمالة بضرورة التدخل من أجل حماية المواطنين من مخاطر هذه المياه الملوثة، مشيرا إلى أن "حياة الناس بأنجيل أصبحت مهددة بالخطر مع هذه المياه التي تغيرت رائحتها ولونها"، موضحا أن "هناك حلولا يمكن اللجوء إليها من طرف الجهات المختصة، خصوصا مع وجود آبار مجهزة بكل تجهيزات الربط، فقط يجب تشغيلها"، وفق تعبيره. وأضاف المتحدث لجريدة هسبريس الإلكترونية أن الساكنة تشتكي أيضا من قيام المكتب الوطني للماء الشروب بفرض إتاوة على المواطنين قدرها 30 درها قبل آخر أجل للأداء، مشيرا إلى أن ذلك يعد خرقا سافرا للقانون يستوجب فتح تحقيق من قبل الجهات المختصة، موردا أن أغلب السكان من فئة هشة ولا يمكنكم تحمل هذه الزيادات غير القانونية. المدير المكلف بالمكتب الوطني للماء الشروب بأنجيل قال إن "الحديث عن تغيير مذاق الماء لا أساس له من الصحة"، مشيرا إلى أن "اللجنة قامت اليوم بزيارة إلى البئر وشربت منه ولم تلاحظ أي تغيير في لون الماء أو مذاقه عكس ما تقوله الساكنة"، معتبرا أن "السكان خرجوا بدون مطلب واضح، لقد خرجوا فقط من أجل الخروج". وأضاف المسؤول ذاته، في اتصال بجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المدير الإقليمي سيعقد يوم الخميس المقبل لقاءا مع الساكنة لدراسة هذا المشكل وباقي المطالب المرفوعة"، مؤكدا أن "المياه التي يتم تزويد الساكنة بها سليمة ولا تشبوها أي مشاكل بيئية"، وفق تعبيره.