شارك عدد من المواطنين، مغرب اليوم الاثنين، في وقفة احتجاجية بباب البناية المهجورة الكائنة بفضاء صهريج السواني بمدينة مكناس التي وقعت داخلها جريمة القتل، المقرون بالتعذيب والاغتصاب، للطفل رضا، البالغ من العمر 10 أعوام، على يد من بات يعرف "بسفاح مكناس". وعرفت هذه الوقفة، التي دعا إلى تنظيمها التحالف المدني لحقوق الإنسان، حضور أفراد من عائلة الضحية، تتقدمهم والدته التي طالبت في كلمة لها بالمناسبة بإعدام قتلة ابنها ليكونوا، وفقا لتعبيرها، عبرة لغيرهم من الوحوش البشرية التي تستبيح أجساد وحياة الأطفال. وتميزت الوقفة الرمزية، المنظمة على بعد أمتار قليلة من مسرح ارتكاب الجريمة المذكورة، بإشعال الشموع، وترديد الشعارات المنددة بها، والترحم على روح الطفل الراحل. وفي تصريح لهسبريس، حمّل عبد الرحمن بن دياب، رئيس المكتب التنفيذي للتحالف المدني لحقوق الإنسان، المسؤولية كاملة لكل مؤسسات الدولة في تنامي ظاهرة الاعتداءات الجنسية التي تطال الأطفال، بسبب "غياب رؤية استراتيجية حقيقية تضع في صلب اهتماماتها الأولى مصلحة الطفل"، على حد قوله. وأشار بندياب إلى أنه رغم توقيع المغرب على اتفاقية حقوق الطفل الدولية سنة 1996، إلا أن العديد من الأطفال المغاربة مازالوا يعيشون حياة الشارع، ويتعاطون للمخدرات بشتى أنواعها، وذلك في الوقت الذي يفترض فيه أن يكون مكانهم الطبيعي هو الفصول الدراسية. واستغرب المتحدث إبقاء الجهات المعنية على بعض البنايات المهجورة، التي قال إنها "أضحت وكرا للفاحشة والرذيلة واستباحة أعراض الأطفال والفتيات"، مشددا على "ضرورة تفعيل دور النيابة العامة في حماية الأطفال في وضعية صعبة، ومحاربة ظاهرتي التشرد والاتجار بالأطفال الرضع والقاصرين من قبل محترفي التسول"، وفق تعبيره.