لا تزال جريمة قتل الطفل رضا في مكناس، وتعريضه للاغتصاب والتعذيب، ترخي بظلالها على الأوضاع في العاصمة الإسماعيلية، حيث خلفت الجريمة البشعة صدمة في الأوساط الحقوقية في المدينة، وتعالت الأصوات بعدها لاتخاذ إجراءات جديدة لتفادي عدم تكرار مثل هذه المأساة. وفي السياق ذاته، عبر التحالف المدني لحقوق الإنسان، نهاية الأسبوع الجاري، عزمه الخروج، غدا الاثنين، في وقفة احتجاجية رمزية في مكان واقعة مقتل الطفل رضا، وذلك أمام مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، في مقابل الموقع الأثري صهريج السواني في المدينة القديمة، لتسليط الضوء على الواقعة، واصفا قتل الطفل رضا، واغتصابه بالجريمة البشعة. وطالب الائتلاف السلطات في المدينة بإصدار أمر بهدم كل البنايات المهجورة، التي أضحت وكرا، ومسرحا للجرائم الخطيرة، وتحميل أصحابها، والقيمين عليها كامل المسؤولية، تحت طائلة التغريم، والمتابعة القانونية، مع تكثيف الجهود في محاربة تجار المخدرات، والأقراص المهيجة، والمادة اللاصقة “السيليسيون”. واستنفرت عناصر الشرطة في مدينة مكناس جهودها لفك لغز الجريمة المروعة، التي راح ضحيتها طفل في ربيعه الثامن، عثر على جثته، ليلة الأربعاء – الخميس الأخيرة، معلقة داخل حجرة مهجورة بالمقر السابق لأكاديمية التعليم قبالة الموقع الأثري لصهريج السواني في وسط المدينة العتيقة لمكناس، وذلك بعد تعريض الطفل من قبل مختطفيه لطقوس من التعذيب، والاغتصاب. بشاعة الجريمة، التي تعرض لها الطفل رضا لم تتوقف عند هذا الحد، بل وثقت بفيديو صوره عدد من الشباب بهواتفهم المحمولة، مظهرين الجثة نصف عارية في الأسفل، ومعلقة بواسطة حبل مربوط على مستوى العنق، ومشدود بنافذة حجرة المقر السابق لأكاديمية التعليم، حيث خلف هذا الفيديو رعبا، وتأثرا كبيرين بين الناس، تضامنا مع الطفل لبشاعة الجريمة، التي راح ضحيتها، فيما سارعت سلطات مكناس موازاة مع التحقيقات للوصول إلى الجناة، إلى فتح بحث حول الفيديو المتداول، والذي نجح مصوروه في أخذه قبل وصول المحققين إلى مسرح الجريمة.