في موكب جنائزي مهيب، ودّع العشرات من سكان حي بني امحمد والأحياء المجاورة له من أهالي مدينة مكناس، عصر أمس الخميس، وفي أجواء خيّمت عليها الصدمة القوية والحزن العميق، جثمان الطفل رضا الذي عثر عليه مقتولا داخل إحدى البنايات المهجورة غير بعيد عن صهريج السواني. الطفل الهالك، البالغ من العمر حوالي 9 سنوات، والذي ووري جثمانه إلى مثواه الأخير بمقبرة مولاي مليانة بالعاصمة الإسماعيلية، يرجح أنه قتل، بعد تعريضه للاغتصاب والتعنيف، عن طريق خنقه بواسطة حبل كهربائي لف بقوة على عنقه، وهو الحبل الذي وجدت جثة الضحية هامدة وهي مشنوقة به إلى شباك حديدي لنافدة إحدى القاعات التابعة للبناية المذكورة التي كانت تستغل في وقت سابق مقرا لأكاديمية التربية والتكوين لجهة مكناس تافيلالت في التقسيم الجهوي السابق. محمد أوصابر، قريب للضحية، أكد لهسبريس أن خروج عدد كبير من النساء على طول المسار الذي سلكه موكب الجنازة لتوديع الطفل رضا ومشاركة حشد غفير من الأطفال والرجال في جنازته هو خير دليل على الوقع الكبير الذي خلفته هذه الجريمة، ليس في نفوس أفرد أسرته، ولكن في نفوس كل من سمع بهذا الخبر بمكناس وخارجها. "شارع محمد السادس غص بالنساء والرجل والأطفال الذين خرجوا لتوديع الضحية.. الكل تبناه، لم يعد رضا ابنا لحي ابني امحمد فقط، بل صار فقيدا لمدينة مكناس والمغرب"، يقول أوصابر، مضيفا أن هناك اتصالات مواساة وتضامن، أيضا، تتوارد على العائلة من خارج أرض الوطن. "هذا الفعل في حد ذاته صعب، ولكن أن يقتل طفل، لم يصل من العمر 10 سنوات، بهذه الطريقة الوحشية فهذا صعب جدا على النفس البشرية"، يورد قريب الطفل الهالك متحدثا للجريدة، مبرزا أن هذا الفعل لا يمكن أن يرتكبه إنسان عاقل، وهو نتيجة مباشرة لما قال تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات. وطالب المتحدث ذاته، الذي دعا إلى نهج مقاربة أمنية وقائية حتى لا يتكرر ما وقع للطفل رضا، بتخليص المجتمع المغربي من آفة المخدرات التي أكد أنها تؤدي بالشباب إلى الهاوية والموت، مشيرا إلى أن الفقيد لم يقتل فقط، ولكن تم تعريضه للتعذيب الشديد إلى أن تم إزهاق روحه. وفي تصريح له لهسبريس، قال محمد العامري، والد الطفل الضحية، إن ابنه خرج من منزله مساء أول أمس الثلاثاء؛ لكن بعد تأخره في العودة إليه والبحث عنه بدون جدوى في كل مكان تم إخبار المصالح الأمنية لمكناس باختفائه، مبرزا أنه بينما كان في طريقه لتسليم المصالح الأمنية صورة لابنه، فوجئ بإخباره بالعثور عليه مقتولا داخل بناية مجاورة لصهريج السواني. وأورد الأب المكلوم أن جثة نجله، التي عثر أبناء الحي عليها خلال البحث عنه، كانت مجردة من ملابس الضحية وتظهر عليها آثار التعنيف الشديد، مطالبا بإنزال أشد العقاب بقاتل ابنه، إنصاف له ولروح ابنه الفقيد. وعلمت هسبريس، استنادا إلى مصادرها، أن المصالح الأمنية لمكناس أوقفت في هذه الأثناء مشتبها فيه بارتكاب هذه الجريمة يلقب ب"بيور"؛ وهو من الأشخاص الذين يعيشون حياة الشارع، ومدمن على تناول المخدرات، وله سوابق قضائية عديدة.