يعاني الشاب حمزة المريني، البالغ 19 سنة، عذابا لا يطاق منذ 3 شهور بسبب عجزه عن الحركة لكونه أصيب بالشلل على مستوى أطرافه السفلى، إثر حادثة سير بمدينة فاس توفي على إثرها صديقه، الذي كان يسوق الدراجة النارية. ما يزيد من معاناة حمزة هو تعفن الجروح التي أصيب بها، وعدم قدرة أسرته على تحمل تكاليف العلاج. "خرج ابني رفقة صديق له، وكان يركب دراجة نارية يسوقها صديقه، فتعرضا لحادثة سير بعد اصطدام دراجتهما بحافة الطريق؛ فتوفي صديقه على الفور، بينما أصيب ابني بجروح بليغة ظل على إثرها 14 يوما وهو في غيبوبة بالمستشفى الجامعي لفاس"، هكذا استرجعت فاطمة الأزمي الإدريسي ظروف تعرض ابنها لحادثة السير، التي هزت، حينها، حي المصلى باب الفتوح حيث تقيم أسرتا الشابين. وأضافت أم حمزة، وهي تتحدث في ألم لهسبريس، "عندما استرجع ابني وعيه، طالبني أطباء المستشفى بنقله إلى المنزل وهو في حالة جد خطيرة، قبل أن يتدخل بعض المحسنين، الذين حملوه إلى الدارالبيضاء حيث أجرى عملية جراحية بسبب إصابة في صدره، لكن عند إرجاعه إلى المنزل ساءت حالته، وبدأت جروحه في التعفن، وأصبحت تنبعث منها روائح لا تطاق، من بينها ظهور ثقب في ظهره وآخر بإحدى رجليه". أم الشاب حمزة، الذي كان يشتغل حلاقا، روت للجريدة أنها لما أرجعت ابنها إلى المركب الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس بعد أن ساءت حالته رفضوا استقباله، قبل أن تضطر إلى إدخاله إلى إحدى المصحات الخاصة في فاس خلال الأيام القليلة الماضية، مضيفة أن هذه المصحة تطالبها بأداء مبالغ مالية خيالية لا طاقة لها بها من أجل علاج ابنها. "منذ تعرض ابني لهذه الحادثة تغيرت حياتي، وأصبحت أعاني من عذاب متواصل، وأنا لا أطلب شيئا سوى علاج ابني"، تقول الأم فاطمة، وهي تمسح دموعها، التي كانت تسيل من تحت نظارتيها، مناشدة المسؤولين والمحسنين أن يساعدوها على إنقاذ حياة ابنها. الأم المكلومة أوضحت أن تلك المصحة الخاصة، حيث يرقد ابنها، أكدت لها أن ولدها بحاجة إلى متابعة العلاج لمدة شهرين داخلها حتى تلتئم التعفنات التي يعاني منها مقابل مليون سنتيم عن كل ثلاث ليال، مشيرة إلى أن علاج عموده الفقري لإنقاذه من الشلل تتطلب 15 مليون سنتيم أخرى. وتابعت أم حمزة قائلة: "أريد أن يقف ابني على رجليه ويعود كما كان، ومن هذا المنبر أناشد المسؤولين أن يتدخلوا لعلاج ابني بمستشفى "المخزن"، فنحن أسرة فقيرة ليس لنا مال لتحمل مصاريف العلاج بمصحة خاصة". بدوره، ناشد الشاب حمزة، الذي لا يتوقف عن الأنين من شدة الألم، ذوي القلوب الرحيمة والمسؤولين النظر بعين العطف إلى حالته، مبديا أسفه العميق على حرمانه من الاستفادة من العلاج بمستشفى عمومي. وأضاف حمزة قائلا: "منذ ثلاثة أشهر وأنا ملقى على السرير، جسمي أصبحت تملؤه التقرحات والثقوب من كل جانب"، قبل أن يختم حديثه إلى الجريدة بأنه يحلم بالتماثل للشفاء والعودة إلى ممارسة حياته الطبيعية، موجها كلامه إلى شباب اليوم بأن "لا يخاطروا بأنفسهم بالمغامرة بركوب الدراجات النارية، إنها خطر قاتل". *يمكن التواصل مع أمّ حمزة المريني عبر الرقم الهاتفي: 0672815908