قال سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن المغرب "يعيش لحظة سياسية مهمة، تستمر في تحقيق عدد من الإنجازات الإيجابية بقيادة الملك، لكن ذلك لا يعني عدم وجود نقائص، إلا أن بلادنا تبوأت المرتبة الأولى في عدد من المسائل على صعيد إفريقيا، سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية"، مردفا: "نقوم بتحسين المؤشرات بتعاون مع الجميع، ما يجعل كلّ سنة تشهد ولادة مجموعة من المبادرات الاجتماعية الجديدة". وأضاف العثماني، خلال افتتاح أشغال الملتقى الوطني الأول للكتابات الجهوية والهيئات الموازية ل"المصباح"، صباح السبت: "رغم الإمكانيات المحدودة لبلادنا، يوجد جهد حكومي كبير، من خلال تعميم برنامج تيسير على سبيل المثال في جميع الجماعات القروية والحضرية، ما يعكس الإرادة والبناء التدريجي الذي نتوفر عليه". وأكد الفاعل الحزبي أن "الاكتظاظ الذي عرفته وكالات بريد المغرب بخصوص المستفيدين من برنامج تيسير نتجت عن بعض الإضرابات الظرفية، لعدم الاستعداد لتلقي هذه العدد الكبير من الناس"، مستدركا: "لكن الأمور حاليا تحسنت، بعدما قمنا بحلّ نحو 75 في المائة من المشاكل العالقة. وسنتحول إلى الرقمنة في هذا البرنامج عبر الهواتف الذكية في المستقبل لتسهيل المأمورية". وتابع العثماني: "نحن هنا لخدمة البلاد..لا تهمنا الانتخابات، بل نسعى إلى نكون في مستوى تطلعات المواطنين فقط، لأن الحزب يتمتع بديناميكية مهمة، دليلها هو الأنشطة التي ننظمها في كل المناطق والجهات، وعلى صعيد الهيئات الموازية أيضا التي تمتاز بالحيوية، على أساس أن الهدف الرئيسي يكمن في إقرار حياة سياسية حقيقية وفاعلة". وأوضح رئيس الحكومة أن حزبه "ليس لديه أي مركب نقص للإنصات إلى نبض المجتمع، لأنه يجب نفح روح حقيقية في الحياة السياسية، حتى نتمكن من استرجاع الثقة وكي لا نكون عدميين"، وفق تعبيره، وزاد: "المنتقدون للأداء الحكومي يدعون أن الأغلبية غير منسجمة، لكنني أقول مجددا إنها اختلافات حيوية، فلكل حزب مواقفه. لكننا أخرجنا ميثاق اللاتمركز الإداري والتغطية الصحية للمهنيين إلى حيز الوجود، وهو ما عجزت عنه الحكومات السابقة". وشدد العثماني على أن "الاختلافات الحزبية لا تؤثر على الأداء الحكومي، الموسوم بالفعالية والحيوية؛ ولو لم يكن الحد من الانسجام لما أخرجت تلك الإنجازات إلى الواقع"، مردفا بلهجة ساخرة: "مَكَنْضارْبُوش بالطباسل..كَنْضَرْبُوا بالأفكار"، مؤكدا أن الحكومة "تقوم بدورها التاريخي خلال هذه اللحظة". كما لم يفوت رئيس الحكومة الفرصة دون الحديث عن "البلوكاج الحكومي" السابق، مستطردا: "دول أوروبية متوقفة حاليا، إذ لم تعلن بعد تشكيل الحكومة رغم إجراء الانتخابات، لأن الحياة السياسية صارت صعبة، لاسيما لدى الأنظمة التي تبنت التعددية السياسية، بينما نحن نضخم ما يسمى البلوكاج..هو ليس كارثة أو أزمة". من جانبه، عبر سليمان العمراني، النائب الأول للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عن اعتزازه بالحزب في هذا الملتقى، الذي اعتبر أنه "يجسد العافية التنظيمية والمؤسساتية التي تميز العدالة والتنمية"، مضيفا: "نذكر خلال كل ملتقياتنا بأصل الأصول ومنطق المنطلقات، وهو ما نحن مجتمعون عليه اليوم، أي حزب الوفاء للثوابت الوطنية انطلاقا من مرجعيتنا الإسلامية ومبادئنا واختياراتنا المؤسساتية والتنظيمية". وأبرز العمراني أن "البعض إذا كان مهووسا ومنشغلا بانتخابات 2021، فإن العدالة والتنمية يهمه أن ينجح في الوفاء لثقة المواطنين، اليوم وغدا، من خلال السهر على خدمتهم في كل مواقع التدبير التي يوجد فيها، باعتباره يشتغل بمنطق الوطن ومصلحة المواطنين"، مضيفا أن "الحوار الداخلي، الذي بدأ منذ عام ونصف، يرتقي بالممارسة الحزبية الناضجة والراشدة لإحياء الأمل والثقة في المؤسسات الحزبية، ثم مواجهة منطق التبخيس والتنقيص"، وفق تعبيره.