أبدى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، استغرابه من ردود فعل بعض مكونات الأغلبية الحكومية بعد تقديم حزب العدالة والتنمية مرشحه لانتخابات مجلس المستشارين، الإثنين المنصرم، معترفا بوجود اختلافات بين الأغلبية لكن لا وجود لأي صراع، حسب قوله. وأوضح الأمين العام للعدالة والتنمية في افتتاح الندوة الوطنية الثالثة للحوار الداخلي للحزب، صباح اليوم السبت بمدينة بوزنيقة، أن تقديم البيجيدي لمرشحه جاء بعدما ناقشت الأمانة العامة للحزب هذا الموضوع وطرحت جميع الآراء ومستنداتها، قبل اتخاذ القرار عبر التصويت. وأضاف بالقول: “رد فعل بعض الإخوان في الأغلبية كان مستغربا، لأن عدد منهم طرح خلال اللقاء بيننا، ليس فقط عدم تقديم مرشح للأغلبية، بل دعم مرشح المعارضة، وهو المقترح الذي ثمنه عدد من الإخوان، لكنني تدخلت لأقول إنه ليس من صلاحياتي المصادقة على قرار مثل هذا لأن مؤسسات الحزب هي من تقرر”. اقرأ أيضا: لشكر: لا توجد أزمة بالحكومة .. والأغلبية لم تكن بحاجة لامتحان شيخي وأشار العثماني إلى أن القيادي في الحزب ووزير حقوق الإنسان مصطفى الرميد، حاول التدخل لإقناع قيادة البيجيدي بمقترح الأغلبية، مردفا بالقول: “لكن لا يمكن إلغاء صلاحيات المؤسسات الحزبية وإلا سنكون ضد القانون، وقلت لبعض مكونات الأغلبية إننا لم نطلب إجبار أحزاب الأغلبية على التصويت لصالحنا، وقد قررنا تقديم مرشح بعد انسحاب حزب الاستقلال من السباق”. يأتي ذلك بعدما كشف الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، وجود اختلاف في تقييم مبادرة تقديم حزب العدالة والتنمية لمرشح في انتخابات رئيس مجلس المستشارين، مشيرا في تصريح لجريدة “العمق” إلى أنه “كان هناك اختلاف في تقييم مبادرة العدالة والتنمية، وننتظر من رئيس الأغلبية الحكومية تقدم التوضيحات اللازمة من أجل فهم دواعي وأسباب تقديم ذلك الترشيح”. العثماني اعتبر أن هذا الموضوع “يدخل في إطار الرؤية الملكية الذي تتماشى مع الدستور الذي يعطي للأحزاب دورهم في إقناع المواطنين والاستمتاع بالاستقلال الداخلي والديمقراطية وتقديم رؤيتهم لتطوير بلادهم، ويجب الحفاظ على هذه التوجهات حتى ونحن داخل الأغلبية”. واعترف المتحدث بوجود اختلافات في الأغلبية “ندبرها كما في كل حكومات العالم، لكن لا توجد صراعات”، متابعا قوله: “الأغلبية في نهاية المطاف هي اتفاق على برنامج حكومي ومحاولة التساهل مع الآخر في الأمور التي لم نتفق عليها وفق خطنا السياسي، وأحيي إخوان الأغلبية الذين أكدوا أن تقديمنا لمرشح لن يضر بالعمل الحكومي والانسجام في الأغلبية”. وشدد رئيس الحكومة على أن “العمل الحزبي في المغرب يحتاج لتطوير وضخ شحنات من الحماس والحيوية لكي يكون مقنعا للمواطنين والمواطنات، ولا يمكن تحقيق ذلك دون جدية وقرار مستقل وحرية التصرف والحركة داخل الأحزاب، فبهذه المبادئ وبناءً على الديمقراطية الداخلية سيبقى حزبنا يتصرف”، وفق تعبيره.