بعد طول انتظار رفات أبنائها، أعربت عائلات ضحايا القصف الجوي الذي طال مركز الهجرة غير النظامية بليبيا عن فرحتها العارمة تجاه الخطوة التي اتخذتها القنصلية العامة للمملكة المغربية بتونس، مساء الجمعة، بعدما أعلنت ترحيل جثامين المواطنين المغاربة الذين راحوا ضحية "هجوم تاجوراء". في هذا الصدد، قال مصطفى شيهاب، أخ الضحية حمودة شيهاب، الذي لقي مصرعه في مركز إيواء المهاجرين بتاجوراء الليبية: "العائلة تلقت اتصالا من قبل وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، عشية الجمعة، أبلغتنا من خلاله بأن جثمان أخي سوف يصل إلى بيتنا اليوم على الساعة الحادية عشرة، في حين ستتوصل عائلة نور الدين بهلول بجثمان ابنها اليوم أيضا على الساعة الثانية زوالا". وراح ضحية الهجوم الذي قامت به قوات حفتر، والذي أودى بحياة 7 مغاربة وخلف 8 مصابين، شابان يتحدران من منطقة سيدي مومن بمدينة الدارالبيضاء، هما حمودة شيهاب ونور الدين بهلول، بعدما أكدت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي خبر وفاتهما لأسرتيهما. أم حمودة شيهاب سبق أن قالت في تصريح لجريدة هسبريس: "غادر ابني المغرب في 17 يناير الماضي بحثاً عن فرصة عمل، وكان يستعد للعودة في التاسع من الشهر الجاري بعدما قمنا بإيجاد حل له رفقه صديقه..كان يُرتقب أن يعود في الطائرة، لكن القصف الجوي حال دون ذلك"، لافتة إلى أنه "يتوفر على شواهد عليا تخول له العمل، وكان طموحا للغاية". من جانبها، أكدت أم الضحية نور الدين بهلول، في تصريح لهسبريس، أن ابنها "ذهب رفقة صديقه حمودة شيهاب إلى ليبيا من أجل العبور صوب الضفة الأخرى، بغرض واحد هو البحث عن فرصة شغل، وكان يتوفر على شواهد ودبلومات متعددة لكنه لم يعثر على أي وظيفة في المغرب". جدير بالذكر أن القنصلية العامة للمملكة بتونس، بتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، باشرت إجراءات ترحيل الجثامين، وذلك على ثلاث مراحل ابتداء من يوم الجمعة 12 يوليوز 2019. وأضافت المصادر الدبلوماسية أن القنصلية العامة للمملكة المغربية في تونس "تابعت عملها مع السلطات المغربية والليبية لإتمام جميع إجراءات التعرف على ضحايا القصف الذي طال مركز إيواء المهاجرين بتاجوراء". القنصلية المغربية أشارت، في بلاغها، إلى أن السلطات المغربية وقفت، مع نظيرتها الليبية، على الإجراءات المتعلقة بتحديد هويات المتوفين، وإعداد جميع الوثائق المتعلقة بترحيل الجثامين، بالإضافة إلى قيام وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بإبلاغ أسر الضحايا بخبر وفاة أبنائها وبمواعيد وصول الجثامين إلى مطار محمد الخامس الدولي.