عمد أرباب معاصر الزيتون بإقليم تاونات، أخيرا، إلى التخلص من مخزونهم من مادة "المرج" (مادة سامة سائلة من مخلفات الزيتون) بمختلف روافد واد ورغة الذي يوجد عليه حقينة سد الوحدة، أكبر سد بالمغرب، مما حول لون مياه واد ورغة إلى لون أسود داكن، لم يشهد له مثيل من قبل، حسب عدد من السكان المجاورين لمجرى هذا النهر. وأكدت مصادر بيئية بإقليم تاونات ل "هسبريس" أن هذا الفعل من شأنه أن يهدد الحياة المائية بوادي ورغة وروافده، فضلا عن أن ذلك يشكل تهديدا خطيرا لمياه حقينة سد الوحدة، والتي قد تصبح غير قابلة للاستعمال سواء في الري أو في تزويد محطات ضخ وتصفية مياه الشرب بفعل التأثير القوي لمادة "المرج"، والتي تعتبر، حسب الخبراء، من بين أخطر المواد التي تفقد المياه طبيعتها وتجعلها "ميتة" وتفقدها مقومات الحياة. وذكر مواطنون بالوردزاغ وكلاز أن الأسماك النهرية بواد "ورغة" و"اولاي" و"أسرا" و"أمزاز" بدأت في النفوق بفعل حدة التلوث الذي تعرضت له هذه المجاري المائية التي تصب جميعها بحقينة سد الوحدة، وتحدثوا عن رائحة كريهة تنبعث من هذه المجاري، وهو دليل على حجم التلوث الفضيع الذي تعرضت له، فيما أصبح السكان القرويين الذين دأبوا على استعمال مياه هذه المجاري متخوفون من أن تنتقل تداعيات هذا التلوث إلى الحياة البرية ويسبب في نفوق ماشيتهم التي تتورد من مياه هذه المجاري، كما تحدث مواطنون بمركز الوردزاغ ومدينة غفساي عن تغير طعم ورائحة مياه الشرب التي تأتيهم من حقينة سد الوحدة، حيث تخلف هذه المياه مادة لزجة بعد تركها للترسب، كما أن رائحتها وطعمها تغير بشكل مفاجئ في الآونة الأخيرة، وأصبحت بطعم الزيت ورائحة الزيتون. في هذا السياق، نبّه المهندس علي العسري عضو المجلس القروي لجماعة الوردزاغ ورئيس جمعيتي اللواء الوردزاغ وتاورضة للتنمية البشرية في تصريح ل"هسبريس" إلى قضية التلوث الذي يعرفه سد الوحدة مشيرا إلى أنه خطير وحاد ومتقدم خاصة في مؤخرة السد في الاتجاه الشرقي (جماعة الوردزاغ) مما يهدد بشكل كبير الحياة في السد وسيقضي حتما على أصناف من الأسماك تعيش في مياهه، وتشكل مصدر رزق لعشرات الصيادين والأسر. كما أكد المهندس العسري في ذات التصريح ل"هسبريس" أن علامات التلوث بدأت تظهر منذ ما لا يقل عن ثلاث أسابيع، غير أنها استفحلت بشكل كبير في الأيام الأخيرة. يذكر، أن إقليم تاونات يتوفر على أزيد من 30 معصرة زيتون عصرية ذات طاقة إنتاجية هائلة، يجعلها تفرز كمية ضخمة من مادة "المرج"، وتوجد عدد من هذه المعاصر في ملكية برلمانيين سابقين أو حاليين، وكذا في ملكية عدد من الأشخاص النافذين بإقليم تاونات، وهو ما يجعلهم "محصنين" من تطبيق الإجراءات الزجرية الصارمة ضدهم، بسبب عدم احترامهم للضوابط البيئية المعمول بها في استغلال معاصر الزيتون . هذا، ودأبت السلطات الإقليمية بتاونات على توجيه الإنذارات لأرباب معاصر الزيتون على صعيد الإقليم تنبههم من خلالها إلى ضرورة احترام المعايير البيئية التي ينص عليها دفتر التحملات، فيما كانت الجهات المختصة قد عمدت الموسم الماضي إلى إغلاق 11 معصرة لم تحترم الشروط البيئية.