استقبل السجن المحلي "خريبكة 2" مجموعة من نزيلات مختلف المؤسسات السجنية على الصعيد الوطني، من أجل المشاركة في فعاليات الدورة الثانية من الملتقى الصيفي للأحداث الذي سيستمر إلى غاية 6 شتنبر القادم، في أفق تقديم إبداعاتهن خارج أسوار السجن، ضمن أنشطة تهدف إلى انفتاح النزيلات على محيطهن الخارجي. وعرف الملتقى، المنظم تحت شعار "من أجل استثمار أفضل للوقت"، تنظيم مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية والمسرحية، طيلة اليوم الأربعاء بفضاءات المؤسسة السجنية "خريبكة 2"، بحضور مسؤولين مركزيين وجهويين ومحليين بالمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج. وسطّر القائمون على تنظيم الملتقى مجموعة من الأنشطة لفائدة النزيلات اللواتي لا تتجاوز أعمارهن 20 سنة، من ضمنها ورشات في الخط العربي والأعمال اليدوية والفن التشكيلي وعرض الأزياء والألعاب التقليدية والقراءة والكتابة الأدبية والطبخ، ومحاضرات، وعروض في الرقص والمسرح والموسيقى والإنشاد، ومباريات في كرة القدم واليد والسلة. وقال بنعيسى بن ناصر، رئيس مصلحة العمل الاجتماعي والثقافي والتربوي والمواكبة النفسية بالمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، إن "ما يميّز الدورة الثانية من الملتقى هو الرفع من عدد النزلاء المستفيدين من أنشطته، إذ انتقل العدد من 1200 مستفيد السنة الماضية إلى 3000 مستفيد هذه السنة، أي بزيادة بلغت 150 في المائة"، وزاد: "كما تمّ الرفع من عدد المؤسسات السجنية المحتضنة للمخيّم، من خلال الانتقال من 4 مؤسسات إلى 8 مؤسسات سجنية". وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس: "لأول مرة يتم إشراك النزيلات الأحداث في الملتقى الصيفي، وتم في هذا الإطار تحديد سجن خريبكة 2 لاستقبال النزيلات وتنظيم أنشطة رياضية وفنية وثقافية، ودروس في التنمية الذاتية والمجال الديني، وذلك بهدف مساعدتهن على الاندماج بعد الإفراج". وشدّد رئيس مصلحة العمل الاجتماعي والثقافي والتربوي والمواكبة النفسية على أن "هذا النشاط، الذي يمتد على خمس مراحل، يأتي في إطار نهاية الموسم الدراسي، وما تعرفه هذه الفترة من فراغ كبير في الوقت، وبالتالي وجب على المشاركين في الملتقى استثمار هذه المدة في أنشطة تعود عليهم بالنفع". وأوضح بن ناصر أن "الدورة الثانية من الملتقى تنظم بناء على الإمكانيات الذاتية للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، سواء من حيث التجهيزات واللوجيستيك أو تأطير برامج الملتقى"، مردفا: "جند في هذا السياق أزيد من 33 موظفا وموظفة من أجل الإشراف على تأطير الأنشطة، إضافة إلى بعض أطر جمعيات المجتمع المدني الذين يساهمون في تأطير البرامج والورشات". وقالت إحدى المشاركات في الملتقى، في تصريح لهسبريس، إن "النشاط شكّل مخيّما متميّزا لفائدة السجينات، إذ استفدن من أنشطته من جهة، وخرجن معنويا من دائرة الفضاء السجني من جهة ثانية"، مضيفة: "منذ بداية الملتقى، نسيتِ المشاركات فيه أنهن سجينات، وذلك بسبب تنوع الأنشطة واستجابتها لرغبات وميولات النزيلات، باعتبارها فرصة لإبراز طاقاتهن ومواهبهنّ". يُشار إلى أن الملتقى الصيفي للأحداث يغطّي مجموعة من المؤسسات على الصعيد الوطني، من بينها السجون المحلية طنجة 2 والناظور 2 وأزرو وخريبكة 2 وأيت ملول 2 والأوداية بمراكش، ومركزيِ الإصلاح والتهذيب عين السبع بالدار البيضاء وابن سليمان.