يَسِيرُ ارتباط الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع المدرب الفرنسي هيرفي رونار نحو نهايته بعد تواصل تواضع نتائج المنتخب المغربي في نهائيات كأس إفريقيا للأمم، والخروج من الباب الضيِّق لنسخة مصر التي كان يراهن عليها المغاربة بشكل كبير لتكرار تتويج 1976، أو على الأقل سيناريو 2004 بالوصول إلى النهائي. ورغم امتداد ارتباط الجامعة بالمدرب الفرنسي بعقد سارٍ إلى غاية صيف 2021، إلا أن الكثير من المؤشرات قرَّبت انفصال الطرفين بعد ثلاث سنوات ونصف من الارتباط، حقق فيها هيرفي رونار نتائج متباينة، ونجح في كسر عقد تاريخية تواصلت لعشرات السنين، على غرار التأهل إلى نهائيات كأس العالم بعد 20 سنة من الغياب، وهزم كوت ديفوار والكاميرون وجنوب إفريقيا. وسيَعيش المنتخب الوطني المغربي بعد إخفاق "كان مصر" مرحلة تحول إلى عهد جديد بتركيبة بشرية جديدة، بالنظر إلى اعتزال بعض اللاعبين دوليا، على غرار مبارك بوصوفة وكريم الأحمدي، واقتراب العديد من رفاقهم من ذلك بفعل سنِّهم الذي تجاوز سقف الثلاثين، وفي مقدمتهم العميد مهدي بنعطية ومروان داكوستا ونبيل درار وخالد بوطيب ويونس عبد الحميد. وسيبدأ "أسود الأطلس" من الآن مرحلة جديدة تحسبا للاستحقاقات المقبلة، بإعادة بناء منتخب قوي للمستقبل، إذ إن الاعتماد الكلي لهيرفي رونار، طيلة الفترة الماضية، على لاعبين على مشارف نهاية المسار، وإصراره على عدم منح الفرصة للاعبين آخرين وخلق نواة جديدة يمكن التعويل عليها مستقبلا، أعاد المنتخب المغربي بعد "كان مصر" إلى نقطة الصفر. وكانت أسطوانة "ربح فريق للمستقبل" في السنوات الماضية تخفف شيئًا ما من صدمة إخفاقات المدربين السابقين للمنتخب المغربي، إلا أن ذلك لم يتحقق هذه المرة مع هيرفي رونار، حيث لا تتويج يروي العطش ولا إرث يمكن استثماره للمستقبل. * لمزيد من أخبار الرياضة والرياضيّين زوروا Hesport.Com