أياما قليلة عقب مصادقة البرلمان المغربي على القوانين التنظيمية المتعلقة بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، تخوض فعاليات الحركة الأمازيغية أولى معارك التفعيل من بوابة ورش علامات التشوير والاستدلال على الشوارع، حيث باشرت مختلف البلديات والعمالات بالمدن المغربية وضع لوحات لأسماء الأحياء والشوارع باللغتين العربية والفرنسية دون اللغة الأمازيغية. وبالرغم من تنصيص القوانين على ضرورة إدراج حرف تيفيناغ في مختلف مناحي الحياة، إلا أن تأخر صدور المراسيم التطبيقية، وبعضا من السياسة، آخرا تفعيلها؛ فقد عاينت هسبريس غياب حرف تيفيناغ في لوحات الأحياء الجديدة بمدينتي الرباطوأكادير، وغيرهما، وهو ما أثار حفيظة نشطاء باشروا حملة استنكار واسعة على مستوى مواقع التوصل الاجتماعي. وفي مقابل تحركات النشطاء، رفض المجلس البلدي لمدينة أكادير اتهامه ب"إقصاء" حرف تيفيناغ، واعتبر الأمر مرتبطا بنصب 40 لوحة تشويرية، وهي محدودة مجاليا وعدديا، مشددا على أن الأمر "حُمِّل ما لا يحتمل، لأن الأمازيغية محمية دستوريا وتحظى بإجماع وطني"، واعدا ب"تمزيغ" 300 لوحة سيتم تركيبها في المستقبل القريب. وينص القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية في بابه السابع على "استعمال اللغة الأمازيغية إلى جانب العربية في علامات التشوير المثبتة على الواجهات وداخل مقرات الإدارات والمرافق العمومية والمؤسسات، فضلا عن اللوحات المثبتة على السفارات والقنصليات المغربية بالخارج"، بالإضافة إلى "الطرق والمطارات والموانئ والفضاءات العمومية". وفي هذا الصدد، قال عبد الله بوشطارت، فاعل أمازيغي، إن "اللوحات التشويرية تم وضعها بعد مصادقة مجلس النواب على القانون التنظيمي، وبالتالي من واجب جميع المجالس في المدن أن تراعي المستجد، فالعلامات الطرقية من الدلالات البارزة على هوية المدن مثلها مثل التعليم والإدارة وغيرهما"، واعتبر أن "البلديات بفعلها هذا تروم إقبار الأمازيغية". وأضاف بوشطارت، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "حزب العدالة والتنمية يمضي في مشروعه السياسي الرامي إلى تفكيك طابع التعددية عن البلد، ومحاربة حروف تيفيناغ"، مشددا على أن هذا التنظيم السياسي "أصبح غارقا في الديماغوجية، حيث في البرلمان يتحرك ضد الفرنسية من أجل العربية، لكنه على مستوى الممارسة يستعمل الفرنسية وينسى الأمازيغية". وأوضح صاحب كتاب "الأمازيغية والحزب" أن "الفعاليات لا مشكل لها مع أي لغة، وتنادي بإعمال الدستور؛ ففي الدشيرة وإنزكان، وهما مدينتان كبيرتان في سوس، تغيب الأمازيغية لانعدام الإرادة، عكس جماعة بلفاع الصغيرة التي اعتمد مجلسها حرف تيفيناغ في جميع المرافق العمومية". وانتقد المتحدث بلاغ مجلس أكادير، واصفا إياه ب"الغارق في الشعبوية". واعتبر بوشطارت "القول بأن تيفيناغ تغيب فقط عن 40 لوحة وتوجد في 300 أخرى، نفاقا سياسيا مفضوحا"، وطالب بالاعتذار عوض تهديد الجمعيات الأمازيغية، والتطرق للمنح التي يمنحها المجلس، وقال إن "ما ورد لا يعدو أن يكون مواصلة لسياسة النفط مقابل الغذاء، أي المنح مقابل الصمت عن تدمير الهوية الأمازيغية لسوس الكبير".