كشفت بيانات صادرة عن مهنيين ومكاتب دراسات عن زيادة ملموسة في نسبة المغاربة الذين يتفادون استهلاك اللحوم، خاصة الحمراء، بسبب مضارها الصحية المحتملة على الجسم في حالة استهلاكها بكميات كبيرة. وتقدر نسبة المغاربة الذين يتفادون تناول اللحوم في وجباتهم الغذائية اليومية بنحو 3 في المائة، أي ما يناهز المليون شخص. ويكتفي 25 في المائة من المغاربة (نحو 9 ملايين شخص) بتناول اللحوم مرة واحدة في الأسبوع، نتيجة مجموعة من العوامل المتداخلة، المالية منها على وجه الخصوص. ويكتفي نصف المغاربة باستهلاك اللحوم البيضاء نتيجة انخفاض أسعارها مقارنة مع باقي الأنواع الأخرى من اللحوم. وساهم ارتفاع أسعار اللحوم في تراجع استهلاكها بكميات متفاوتة، خاصة في المناطق الشعبية، حيث سجلت أسعار بيع اللحوم الحمراء في مدينة الدارالبيضاء ارتفاعا بنسبة 25 في المائة في أقل من سنة، إذ انتقلت من 60 درهما في شهر مارس 2018 إلى 80 درهما للكيلوغرام الواحد. وارتفعت الأسعار الخاصة باللحوم الحمراء في المحلات الموجودة بالأحياء المتوسطة والراقية إلى مستويات تراوحت ما بين 90 درهما و95 درهما للكيلوغرام. وأسهم تراجع الطلب من لدن المستهلكين بشكل كبير في الحد من المنحى التصاعدي للأسعار، إذ يؤكد المهنيون أن الطبقات الفقيرة لم يعد بمقدورها اقتناء اللحوم الحمراء بعد الزيادة الكبيرة التي شهدتها أثمنتها، خاصة في الفترة الممتدة ما بين شهري شتنبر 2018 وبداية الفصل الثاني من سنة 2019. يشار إلى أن استهلاك المغاربة من اللحوم ارتفع إلى ما يزيد عن 15 كيلوغراما للفرد، ويتوقع أن يصل إلى 18 كيلوغراما سنة 2020؛ وهو الارتفاع الذي سيواكبه ارتفاع في الطاقة الإنتاجية لقطاع إنتاج اللحوم الطبيعية وأنشطة تحويلها في وحدات متطورة.