لم يساهم تراجع أسعار اللحوم الحمراء في معظم محلات الجزارة بمدينة الدارالبيضاء في رفع مستوى الاستهلاك داخل أوساط البيضاويين، مما أثر سلبا على معاملات المهنيين. وقال عبد العالي رامو، نائب رئيس الفيدرالية البيمهنية للحوم الحمراء، إن الأسعار اتجهت في الشهر الأخير نحو مزيد من الانخفاض، نتيجة تراجع أسعار المواشي التي يسوقها صغار الكسابة، نتيجة الآثار السلبية الناجمة عن تأخر التساقطات المطرية. واوضح المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن "أسعار اللحوم الحمراء بالتقسيط انخفضت إلى أقل من 65 درهما للكيلوغرام؛ لكن ذلك لم ينعكس على مستويات البيع التي واصلت تراجعها بشكل ملموس". وكشفت بيانات صادرة عن مهنيين ومكاتب دراسات عن نسبة المغاربة الذين يتفادون تناول اللحوم في وجباتهم الغذائية اليومية بنحو 3 في المائة، أي ما يناهز المليون شخص. ويكتفي 25 في المائة من المغاربة (نحو 9 ملايين شخص) بتناول اللحوم مرة واحدة في الأسبوع، نتيجة مجموعة من العوامل المتداخلة، المالية منها على وجه الخصوص. ويكتفي نصف المغاربة باستهلاك اللحوم البيضاء، نتيجة انخفاض أسعارها مقارنة مع باقي الأنواع الأخرى من اللحوم. وأسهم تراجع الطلب من لدن المستهلكين بشكل كبير في الحد من المنحى التصاعدي للأسعار، إذ يؤكد المهنيون أن الطبقات الفقيرة لم يعد بمقدورها اقتناء اللحوم الحمراء بعد الزيادة الكبيرة التي شهدتها أثمنتها، خاصة في الفترة الممتدة ما بين شهري شتنبر 2018 وبداية الفصل الثاني من سنة 2019. يشار إلى أن استهلاك المغاربة من اللحوم ارتفع إلى ما يزيد عن 15 كيلوغراما للفرد، ويتوقع أن يصل إلى 18 كيلوغراما سنة 2020؛ وهو الارتفاع الذي سيواكبه ارتفاع في الطاقة الإنتاجية لقطاع إنتاج اللحوم الطبيعية وأنشطة تحويلها في وحدات متطورة.