ما زالت مقاطعة طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان للدروس والتداريب وامتحانات نهاية السنة الدراسية، والتي ابتدأت منذ شهر مارس الماضي، مستمرة دون أي اتفاق يقضي بوقفها؛ وهو ما قد يجعلها تتجه نحو التصعيد والمزيد من المسيرات والوقفات الاحتجاجية أيضا. ولم يفلح تصعيد الحكومة للهجتها إزاء الطلبة المحتجين في مراجعة موقفهم وتهديدهم بإعادة السنة الجامعية بالنسبة إلى الطلبة المقاطعين للامتحانات، وفصل المستوفين منهم لسنوات التكرار عن الدراسة؛ فقد أكدت التنسيقية الممثلة لطلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان أنهم سيقاطعون أيضا امتحانات الدورة الاستدراكية، بعد أن قاطعوا امتحانات الدورة العادية في 10 يونيو المنصرم. وتتجلى أهم مطالب الطلبة المحتجين في تجويد نظام الدراسات الطبية، حيث يطالبون بتحسين ظروف وشروط تكوين طلبة الطب والأسنان وإلغاء المرسوم الوزاري المنظم للتداريب الاستشفائية بالسنة السابعة وتوفير ظروف التكوين والأمن والسلامة بالمستشفيات الجهوية بالتخفيف من نقص المعدات بأرضيات التداريب الاستشفائية وقاعات الدروس التطبيقية. ويشهد هذا الملف حاليا تدخل وزارة الدولة المكلفة بحقوق الإنسان ووزارة الداخلية، هذه الأخيرة التي تحاول تقريب وجهات النظر بين التنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب وبين الهيئات الحكومية المعنية بالملف بشكل مباشر، وتحديدا وزارتي الصحة والتعليم العالي، حيث تم تأسيس لجنة وزارية تضم العديد من القطاعات المختلفة وتمثيلية الأساتذة في كليات الطب، بغية التعجيل بحل هذا الإشكال العويص المتجه مصيره نحو السنة البيضاء. وكانت شبكة عمداء كليات الطب قد اتخذت، في أحد اجتماعاتها، قرارا بتأجيل امتحانات الدورة الاستدراكية، التي كانت مقررة في ثامن يوليوز الجاري إلى غاية العاشر من شتنبر المقبل؛ غير أنها استدركت فيما بعد أن هذا القرار، الذي تم اتخاذه في هذا الشأن، هو "قرار بيداغوجي محض ليس له أي علاقة بالتدبير الإداري". ومساهمة منها في هذا النقاش العمومي، وفتح المجال لكل الأطراف دون إقصاء أو تمييز، تنظم جريدة هسبريس الإلكترونية ندوة، اليوم الخميس على الساعة السابعة مساء، في موضوع: "أزمة طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، أي انفراج في الأفق؟"، بمشاركة كل من البروفسور أحمد بلحوس، رئيس الجمعية المغربية للطب الشرعي، وهو أحد أساتذة التعليم العالي الذين تم توقيفهم ارتباطا بهذه الاحتجاجات، والطالب ياسين الأزهري متحدث باسم التنسيقية الوطنية لطلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، والدكتور الصيدلاني عزيز غالي رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. وللإشارة، فإن وزارة الصحة لم تبد أي رد حول دعوة الحضور في هذه الندوة؛ وهو ما يكرس سياسة الأذن الصماء والتجاهل، ويؤكد شك وارتياب المحتجين في الوعود المقدمة إليهم، لا سيما بعد التراجع عن عدد من التزامات السلطة الحكومية المكلفة بالقطاع والموقعة في محضر سابق سنة 2015. جدير بالذكر أن متابعة هذه الندوة ستكون متاحة بالصوت والصورة على جريدة هسبريس الإلكترونيّة، كما سيتم نقل أطوار الموعد باعتماد "تقنيّة المباشر" على صفحة هسبريس بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، والقناة الرسمية لجريدة هسبريس الإلكترونية على "يوتيوب"، اليوم ابتداء من السابعة مساء.